تل أبيب مقابل بيروت
ارسلت المقاومة صواريخها وطائراتها المسيّرة الى جنوب تل أبيب وشمالها، لكنها حافظت على حصر استهدافاتها بالأهداف العسكرية، حتى عندما سقط أحد الصواريخ قرب مطار بن غوريون، فكان ذلك مرتبطاً باستهداف القاعدة العسكرية الواقعة قربه.
كانت المقاومة تدخر استهداف عمق تل أبيب وشوارعها التجارية والسكنية لحماية أمن العاصمة بيروت، وقد حافظت على رباطة جأشها أمام هول المجازر المرتكبة بحق أهلها في الجنوب والضاحية والبقاع، كي تحرم الاحتلال من تصوير استهداف العاصمة بيروت كردّ على مبادرة المقاومة الى استهداف تل أبيب.
فعّلت المقاومة معادلات أخرى مثل حيفا كريات شمونة أخرى، والجولان وطبريا وصفد مقابل استهداف البقاع، ومستوطنات شمال فلسطين مقابل الجنوب والعمق بالعمق، واحتفظت بضرب تل أبيب ورقة قوة لحماية العاصمة.
أسوة بمعادلة العاصمة مقابل العاصمة، وضعت المقاومة بين أيديها معادلات مشابهة، فامتنعت عن استهداف محطات الكهرباء وخزانات النفط والمطار والمرافئ، والهدف هو ربط استهدافها بالردّ على أي استهداف موازٍ لمثيلاتها وفق معادلة العين بالعين والسن بالسن.
خلال ست وثلاثين ساعة، وفي سياق الضغط التفاوضي عشية الزيارة المقررة للمبعوث الأميركي الى بيروت وفي ضوء أجوبة لبنان التي لم تعجب الاحتلال، والأميركي معه، تلقت العاصمة بيروت ثلاث غارات تأكد مع التدقيق فيها أنها تفتقد الى أي ذريعة عسكرية أو أمنية، فاستحق تفعيل معادلة تل أبيب مقابل بيروت.
ربما يكون الاحتلال توهّم أن المقاومة عاجزة عن إصابة عمق تل أبيب وأن قبته الحديدية ومقلاع داود وسواهما من دفاعات جوية قادرة على منع المقاومة من إيصال صواريخها الى عمق تل أبيب، فكان لا بدّ من صاروخ أول، وكان!
دبّ الذعر بين المستوطنين مع الفشل في اعتراض الصاروخ، وانفجر في مبان تجارية مشعلاً الحرائق مدوياً على مدى أحياء العاصمة، وقد دخلت المعادلة الجديدة حيّز التنفيذ.
التعليق السياسي