التصعيد الصهيوني على مفترق طرق
} عمر عبد القادر غندور*
لا ندري إذا كان التصعيد «الإسرائيلي» الشرس وغير المسبوق باتجاه أهداف في بيروت الغربية في رأس النبع ومار الياس وزقاق البلاط… إيذاناً ببداية النهاية لحرب الـ 400 يوم؟ أو أنه رفضاً لردّ الرئيس نبيه بري على ملاحظات أبداها أمام السفيرة الاميركية استدعت هذا الردّ التصعيدي «الإسرائيلي» غير المفاجئ، قبل وصول «الوسيط الأميركي» آموس هوكشتاين الى بيروت ناقلاً وبصورة رسمية الموقف الأميركي المتناغم مع المقترح الفرنسي، فيما يستمرّ القصف المتبادل بين «إسرائيل» والمقاومة، وآخره استشهداف مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الحاج الشهيد محمد عفيف النابلسي الذي كان متواجداً في المركز الرئيسي لحزب البعث العربي الاشتراكي في رأس النبع، ومعه ثلة من معاونيه، وما يعنيه هذا التصعيد من إشارات متضاربة بشأن استمرار الحرب على لبنان، متزامناً مع توسيع العملية البرية الفاشلة التي أوقعت جيش الاحتلال في مستنقع تتحكم فيه المقاومة الباسلة…
وقالت «سكاي نيوز العربية» انّ هناك العديد من التفاصيل المعقدة في مسودة التسوية، في الوقت الذي يعاني فيه الجيش «الإسرائيلي» من إجهاد غير مسبوق وشحّ الاحتياط والاهتراء السياسي داخل الكيان، ام أنّ «إسرائيل» تريد وققاً لإطلاق النار تحت النار مثل البدء بتنفيذ ترتيبات الاتفاق الذي يقوم أساساً على تنفيذ القرار 1701…
وفي حين تحدثت بعض المعلومات عن غموض يواكب التصعيد، مردّه إلى عدم معرفة جواب المقاومة على الاقتراح الذي يُفترض أن يشكل أساساً للردّ الذي سيسمعه هوكشتاين من الرئيس بري الى جانب تعديلات سيطلبها من هوكشتاين؟
وتقول صحيفة «هآرتس» العبرية «إن إسرائيل تنتظر خطط ترامب الضبابية قبل توليه الإدارة»، وتضيف «إنّ فوز ترامب هو الخيار الرئيسي لخلط الأوراق في الشرق الأوسط، وربما إنقاذ إسرائيل من حرب الاستنزاف الطويلة التي وجدت نفسها فيها في عدد من الجبهات، وخاصة الجبهة البرية»، والتي تمسكها المقاومة بقوة واقتدار.
ولا شك أنّ الإدارة الأميركية الجديدة لن تقف متفرّجة على تفلّت الأمور في منطقة تمسك بالممرات البحرية والجوية والبرية الدولية الى جانب امتلاكها للاحتياطي العالمي من الغاز والبترول توازياً مع الجرائم المروعة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في دماء المدنيين الغزاويين خاصة، بينما العالم لا يحرّك ساكناً وهو ما يعرّض السلم العالمي للفوضى والخطر الشديدين…!
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي