بيرم من عين التينة: لبنان يترقّبُ زيارةَ هوكشتاين نحن أمام عدو مجرم ووظيفة المقاومة إسقاط أهداف العدوان
استقبلَ رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي في مقرِّ الرئاسة الثانية في عين التينة، وزيرَ العمل في حكومةِ تصريفِ الأعمال مصطفى بيرم الذي قالَ بعدَ اللقاء «اجتمعتُ مع دولة الرئيس نبيه برّي، في البداية وضعته بالشكوى التي قدّمتُها في جنيف في منظّمة العمل الدوليّة في ما يتعلق بتفجيرِ أجهزةِ البيجر واللاسلكي التي أصابت الآلاف من اللبنانيين ولا سيَّما جزئيّاً من هم في العمل، لأنَّ هناك اتفاقيّات تحمي العمّال وأصحابَ العمل في عملهم، وهذه الجريمة غير مسبوقة، كما وضعته بالاتصالات الديبلوماسيّة التي قمنا بها».
أضاف «انتقلنا إلى الأجواءِ المُرتبطة بوقفِ العدوان الإسرائيليّ، وضعَني دولةُ الرئيس في فحوى الاتفاق المزمَع، وبحسبِ دولة الرئيس الجوّ إيجابيّ ولكن مثلما يقول دائماً: «لا تقول فول ليصير بالمكيول، والأمور بخواتيمها». بمعنى أن لبنان إيجابي في هذا المجال، لأن لبنان هو المعتدى عليه، وقد نجح لبنان في منع إلغاء وجودنا عبر منع إسقاط المقاومة في لبنان، وعبر منع إلغاء مكونات رئيسية من الشعب اللبناني. نحن نتمسك بالقانون الدولي، والباقي على العدوّ «الإسرائيلي» الذي هو استثناء من كلّ القرارات الدولية، إذ سبق أن رأينا ذلك في 27 أيلول المنصرم عندما وافق لبنان وسافر رئيس الحكومة ووزير الخارجية، وكان العالم على موعد مع وقف إطلاق النار، وقد وافقت كلّ الأطياف اللبنانية بما فيها المقاومة، وكان يومها السيد المقدس الشهيد قد وافق على ذلك، وكانت عملية الغدر الفاجرة التي حصلت من داخل الأمم المتحدة في سابقة خطيرة لم يسجلها تاريخ الأمم المتحدة. في الوقت الذي يجب أن تكون فيه الأمم المتحدة مركزاً للسلام العالمي، لفضّ النزاعات، كانت مكاناً لاتّخاذ قرار اغتيال خطير جداً، مما يؤكد أنّ الحرب لا تحتاج إلى ذرائع».
وأشار إلى أنَّ «الحرب منذ تلك اللحظة أيّ لحظة توسع الحرب، كانت بقرار «إسرائيلي» صرف، في الاعتداء على لبنان، ولكن بتوحدنا وبصمودنا استطعنا أن نفشل العديد من أهداف العدوّ «الإسرائيلي»، باستثناء الدمار والخسائر في الأرواح البشرية التي توجعنا، ولكنها جرائم حرب لا تصنع انتصاراً للمعتدي».
وتابع بيرم «أيضاً وضعَني دولة الرئيس بري في جوّ زيارة السيّد علي لاريجاني، وكان فحوى موقفه أنَّ لهم كلّ الثقة بالرئيس برّي وأنّهم يقفون خلفَ الدولة اللبنانيّة، فما تقرّره الحكومةُ والمقاومةُ والشعبُ اللبنانيّ هم يؤيّدونه. وهو يترقّبُ زيارةَ آموس هوكشتاين ليبلغه الموقف اللبنانيّ الإيجابيّ في هذا المجال، وعندها ستتسلط الأنظار إلى الموقف الإسرائيليّ إنْ كان يريد وقف إطلاق النار وعدوانه أم يريدُ الاستمرار في جرائمه وجرائم الحرب التي يشاهدها الناس ببثٍّ مباشر».
سئل: طالما هذه الورقة مصاغة أميركيّاً، ما الذي يمكن أن يعدّله طالما لبنان وافق بشكلٍ مبدئيّ أو إيجابيّ؟
أجاب «عندما قُدِّمت بالصيغة الأولى كان فيها نقاط تخالف السيادة اللبنانيّة وبالتالي أعلنت الحكومة اللبنانيّة بشخص الرئيس ميقاتي أنَّها ملتزمة بالقرار 1701، كذلك الرئيس برّي قال لا زيادة ولا نقصان، نلتزمُ بـ 1701 وله آليّات لماذا نريُد أن نخترعَ آليّات أخرى تعمل إرباكات في هذا المجال، وكان أيضاً موقف المقاومة على لسان سماحة الأمين العام الشيخ نعيم قاسم أنَّ وظيفة المقاومة إسقاط أهداف العدوان، بينما التفاوض هو للحكومة، هو للدولة، الأساس هو مؤسَّسات الدولة وبالتالي دولة الرئيس نبيه برّي كان هناك نقاط معيّنة تخالف السيادة في هذا المجال قد جرى إسقاطُها، وهناك نقاط لم يناقش فيها أصلاً لأنَّه لا يمكن أن نقبلَها، واحدة منها هي حريّة التنقّل للعدوّ».
ولفتَ إلى «أنَّنا أمامَ عدوٍّ مجرمٍ لا يعترفُ بقراراتٍ دوليّة، لا يعترفُ بشيء. كلّ التنازلات التي قدّمها العرب لم يحترمها، في الـ2002 قال لهم: لا تساوي مبادرتكم الحبرَ الذي كتبتم به البيان».
وأكّدَ الثقةَ الكاملة بالرئيس برّي «الذي يعملُ بطريقةٍ حكيمةٍ منطقيّة، فهو يريدُ أولاً وقفَ العدوان وأيضاً يريد وقف إطلاق النار، حتّى لا يماطل العدوّ»، مشيراً إلى أنَّ «الرئيس برّي الآن يعيش جوّاً إيجابيّاً، ولكن الأمور بخواتيمها، وسنرى موقف العدوّ الإسرائيلي، إذا ما كان سيقبل بوقف إطلاق النار أم لا. إذا قبل نكون قد اتجهنا إلى الجوّ الإيجابيّ المرجو، وإذا لم يقبل سيشهدُ العالم ويعرفُ أنَّهم أناس لا يريدون إلاّ القتل وإلغاء الآخرين، وعندها لا خيارَ لنا إلاّ بالصمودِ والانتصار إن شاءَ الله، ولبنان لن تقوى عليه كلُّ أبواب الجحيم».
كما استقبلَ رئيسُ المجلس، وزيرَ المهجَّرين في حكومةِ تصريف الأعمال عصام شرف الدين الذي سلّمَ الرئيس برّي اقتراحاً حول المودعين النازحين.