التصعيد على جبهة أوكرانيا
بعد فشل الحزب الديمقراطي في الفوز بالرئاسة قرّر الرئيس جو بايدن المنتهية ولايته أن يسمح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ الأميركية البعيدة المدى لاستهداف العمق الروسي، فكان ردّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعديل شروط استخدام القوة النووية رداً على أي تهديد وجودي للأمن الروسي.
موقف بايدن قبل أن يغادر الحكم ليس ناتجاً فقط عن المعطيات المتاحة حول حالة الضعف التي تصيب الجبهة الأوكرانية ومخاطر هزيمة وشيكة تلحق بالجيش الأوكراني، بل يجب ربط خطوة بايدن بالمواقف المعلنة للرئيس المنتخب دونالد ترامب التي تتعهد بإنهاء الحرب عبر التفاوض مع الرئيس بوتين على حل وسط.
بعد الإعلان الأميركي صدر إعلان فرنسي مشابه وإعلان بريطاني مشابه بينما ناشد الرئيس الأوكراني ألمانيا التي فتحت قناة التفاوض مع روسيا لتحذو حذوهما دون أن يحصل ذلك.
الواضح أن معركة مستقبل حلف الناتو، ومستقبل أوروبا، ومستقبل العلاقة مع روسيا على الطاولة، بين نهج التفاوض ونهج المواجهة، وجماعة نهج التفاوض لا يحتاجون إلى وجود الناتو. وهنا يبدو ترامب وقد لقي بداية تأييد ألماني، بينما جماعة المواجهة هم جماعة الناتو الخائفون مما سيفعله ترامب بمستقبل الحلف.
الرئيس الروسي لن ينتظر وصول ترامب ولا يراهن على غير قوة روسيا، ولا يريد بناء العلاقة مع أي إدارة اميركية إلا على قاعدة التسليم بعناصر القوة الروسية وإقامة الحساب لما تمثله، فإن أراد ترامب التسوية فلتكن ثمرة القلق مما يترتّب على التصعيد.
شهران من عمر بايدن في البيت الأبيض كافيان لوضع العالم على فوهة بركان ومخاطر اندلاع حرب نوويّة، وروسيا لا تلعب عندما تفعّل بروتوكول استخدام السلاح النووي، ولا تنفع في ثنيها عن ذلك مناشدة تصدر عن شخص لا يجد احتراماً في موسكو هو الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.
تطوّرات المشهد في أوكرانيا قد تغيّر الكثير وتتحوّل إلى انفجار كبير فجأة، فمن جهة يائس مُنح حق استخدام سلاح خطير هو فلاديمير زيلينسكي، وقادر لا يقبل الاستفزاز هو الرئيس فلاديمير بوتين.
التعليق السياسي