المرســاة
كم تغرق الأمواجُ أمتنــا ووحدك يا تشرين الملاذ والمرسـاة
} الشاعر القومي عصمت حسان
من خارجِ السّــربِ
من جمرِ الحكاياتِ
أتيتَ ترجــعُ حــقَّ الذّاتِ للــذّاتِ
وكـانَ قبلكَ طهرُ الأرضِ
في دجــلٍ
وأمّةُ الأمسِ في كيــدِ الوشــاياتِ
وخانهـا البحرُ
حين الموجُ كانَ مدىً
للتيــهِ ضيّــعَ قبــلَ الشّـطِ مرساتي
أتيتَ ترجـعُ زهرَ الحقـلِ
منتشـياً
وتبعــثُ النهـرَ في قحـطِ الكرامـاتِ
أتيتَ تشــرينُ بالأنباءِ
صادقـةً
لتزرعَ العـزَّ في صدري وراياتـي
وكنتَ عرشـاً لأهلِ الفكرِ
كنتَ سَــناً
حينَ الظلامُ اعتـرى كلّ المغاراتِ
ســعادةُ البــدءُ للأحـلامِ
كان هُنــا
يؤرّخُ النــورَ في كلّ البدايــاتِ
مذْ قـامَ يكسـرُ في الأصنامِ
منعتهــا
ليـزرعَ العــزّ في التّـاريخِ والآتـي
قامتْ إلى الفعــلِ
آمـالٌ وزوبــعةٌ
كانتْ كإزميــلِ فجـرٍ في كفّي نحّـاتِ
وقامَ يزرعُ صخر الجهـلِ
معرفــةً
ويبعثُ الصّــحوَ في عتمٍ وأمــواتِ
مرّتْ على الأرضِ أحوالٌ
وأزمنـةٌ
وأنشـبَ الذئـبُ نـاباً في الصــباحـاتِ
وعربدَ الليلُ في أحشاءِ
أمتنــا
وقطّــعَ الأرضَ غيــلانُ العَــداواتِ
كانت فلسـطينُ للأحرارِ
بوصلـةً
واليومَ تغـــرقُ في بئــرِ المعانــاةِ
وأرزُ لبنــانَ كانَ الأمسَ
رايتنــا
كم أحرقوا الأرزَ واغتالــوا البراءاتِ
وكمْ عـدوٌّ لنـا يسـعى
لتفرقـةٍ
ورايــةُ العــزّ في مرمــى النكاياتِ
تشـرينُ قد عـدتَ
قمْ واصفعْ بقيّتنــا
ورمّــمِ الشّــرخَ واكسرْ صمتنـا العاتـي
أنتَ الشّـرائعُ أنتَ الصبحُ
حقلُ شـذىً
كلّـي اشــتعالٌ وشعري نهضـةُ الآتــي