ما يزعج «إسرائيل» بعد انتخاب ترامب…؟
} عمر عبد القادر غندور*
تكثر التوقعات عن وقف إطلاق النار في غزة وعلى الجبهة اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وتتزاحم الأقلام في مجال التنبّؤات عما سيفعله الرئيس المنتخب دونالد ترامب عندما يتولى صلاحياته على وقع الحرب المشتعلة دونما هوادة، ويحاول نتنياهو فرض أمر واقع على ترامب في الداخل «الإسرائيلي»، وبات يدرك صعوبة تحقيق أهدافه المعلنة وفشله في القضاء على حماس رغم أنه دمّر القطاع وفتك بالمدنيّين الغزاويين على نحو فاق جرائم النازيين في الحرب العالمية الثانية، وفشل في الاختراق البري على جبهة لبنان ولم يستطع التوغل لأكثر من كيلو مترات قليلة ودفع أثماناً باهظة الى جانب حالة فريدة لم تشهدها «إسرائيل» منذ قيامها وهي تعرض شمال فلسطين ومدن كصفد وعكا وحيفا وتل أبيب لصواريخ المقاومة ليلاً نهاراً ولم ينجح نتنياهو في إعادة مستوطن واحد الى الشمال لا بل تزايد عدد النازحين أضعافاً خلافاً لتعهّدات أطلقها في نهاية أيلول الماضي.
وعن الصورة المتوقعة مستقبلياً يقول الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية الأميركية ريتشارد هاس «إذا كنت تدعم إسرائيل حقاً فيجب ان تبقى إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية آمنة ومزدهرة وذات روابط قوية بالغرب والابتعاد عن ضمّ الضفة الغربية لأنّ ذلك خطر جداً، ومصلحة إسرائيل ان تُبقي احتلالها لغزة واستقدام قوة عربية الى هناك. وقال «انّ بعض الأشخاص في الحكومة الإسرائيلية لا يشعرون بالراحة مع الرئيس المنتخب ترامب لمجرد انه لا يمكن التنبّؤ بتصرفاته، بينما كنا نعرف تفصيليات ما تريده إدارة بايدن لكنها لم تقدم الكثير، بينما الرئيس ترامب لديه الكثير من الإمكانيات، وعلى نتنياهو ان يعرف كيف سيتعامل مع ترامب.
وترى أوساط صهيونية انه «بات من الواجب وقف إطلاق النار ليس لإنقاذ الرهائن وحسب بل لإعادة مئات الآلاف من المستوطنين الى مستوطنات الشمال وصولاً إلى حيفا وما بعدها، ولنضع الأساس لوقف إطلاق نار طويل الأمد، وربما يكون ذلك بداية إعادة دولة حديثة في لبنان وعندها يمكن تهدئة العلاقات «الإسرائيلية» ـ الإيرانية».
وأولى التعليمات الأميركية الجديدة، بدء عملية سياسية تبدأ بدولة فلسطينية غداً أو الأسبوع المقبل أو العام المقبل، ولكن دعونا نبدأ على الأقلّ عملية سياسية لا مكان فيها لقرقعة السلاح».
هذا ما يريد ريتشارد هاس ومعه أوساط صهيونية مؤثرة أن يحققه ترامب في ولايته التي تبدأ في 20 كانون الثاني 2025، فهل يمكن القيام بذلك، الجواب رهن الأسابيع والشهور وربما السنوات الآتية.
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي