«الحملةُ الأهليّة»: الاستقلال يصانُ اليوم بالمقاومة وصمودِ الشعب ودورِ الجيش
عقدت الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة اجتماعها الأسبوعي بحضور ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي المحامي سماح مهدي إلى جانب المنسق العام للحملة معن بشور ومقرّرها د. ناصر حيدر، وأعضاء الحملة.
افتتح بشور الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء: القائد الإعلامي الكبير محمد عفيف ورفاقه في العلاقات الإعلامية في حزب الله والقياديين في حركة الجهاد الإسلامي عبد العزيز الميناوي ورسمي أبو عيسى، اللذين استشهدا في غارة صهيونية على دمشق وكلّ شهداء فلسطين ولبنان والأمة على امتداد ساحات المواجهة.
وندّدَت «الحملةُ الأهليّة لنصرةِ فلسطين وقضايا الأمّة» بـ»تصاعدِ العدوانِ الصهيونيّ على غزّة وعموم فلسطين، كما على لبنان وعاصمته بيروت التي استُهدفت أحياؤها في رأس النبع ومار إلياس وزقاق البلاط بغاراتٍ صهيونيّة أدَّت إلى استشهادِ عددٍ كبيرٍ من الشهداء بينهم محمد عفيف مسؤول العلاقات الإعلاميّة في حزب الله وإخوانه في مقرِّ حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ»، ورأت في هذا «التوسُّع في العدوان الصهيونيّ تعبيرٌ عن الإحساسِ بالعجزِ الصهيونيّ أمامَ المقاومة الباسلة المتطوّرة في غزّة، شمالاً وجنوباً، كما في الحافّة الحدوديّة مع لبنان حيثُ يسطّرُ المقاومون فيها، ولا سيَّما في الخيام وبنت جبيل وشمع صموداً اسطوريّاً».
واعتبرَت في بيانٍ إثرَ اجتماعها الأسبوعيّ، أنَّ «استهدافَ العدوّ للعاصمة اللبنانيّة بيروت هو استهدافٌ لمدينة طالما شكّلت سياسيّاً وإعلاميّاً وثقافيّاً واقتصاديّاً تحدّياً للعدوّ، بل ثأروا من مدينة هزمته أثناء حرب 1982 واضطّرته للانسحاب منها بعد عشرة أيّام على احتلالها وجنوده ينادون بمكبّرات الصوت «يا أهلَ بيروت لا تطلقوا النارَ علينا إنَّنا منسحبون».
ورأت أنَّ «زيارةَ المندوب الأميركيّ هوكستين لبيروت بعد الحديث عن تأجيلها، هو تعبير عن رغبة حكومة تل أبيب بتخفيفِ الضغطِ الميدانيّ على قوّات الاحتلال في غزّة وعبرَ جنوبِ لبنان، خصوصاً في القصف الذي استهدفَ عاصمةَ الكيانِ الموقَّت في تل أبيب تأكيداً لمعادلة بيروت – تل أبيب التي لم يكن العدوّ يعتقد أنَّ المقاومة تجرؤ على اعتمادها».
وأعلن المجتمعون «تضامنَهم الكامل مع الرفاق قيادة وأعضاء حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ الذين استُهدفَ مقرُّهم في محلّة رأس النبع المجاهدة التي أذلَّ أهلها مع الجيش العربيّ السوريّ والمقاومة الفلسطينيّة قوات الاحتلال مراراً على معبر المتحف ومنعوه من الدخول إلى قلبِ العاصمة بيروت خلال حرب 1982»، معتبرين أنَّ «استهدافَ مقرِّ البعث في بيروت بوجود الإعلاميّ المقاوم الكبير الحاج محمد عفيف ورفاقه هو تأكيدُ تلاحُم المقاومين من تيّارات الأمّة كافّة». كما اعتبروا استهداف مقر البعث ثأراً من مشاركة البعثيين في مقاومة المحتلّ منذ قيام هذا الكيان الغاصب في عام 1948».
وحيّوا «بطولات المقاومة الإسلاميّة في اليمن وحركة أنصار الله على تصاعد مواجهاتهم مع العدوّ وداعميه ولا سيَّما في البحرِ الأحمرِ وباب المندِب وبحرِ العرب»، ورأوا في «استهدافهم حاملة الطائرات «أبراهام لنكولن» هو تعبيرٌ عن قوّة الإرادة والعزيمة عند المقاتل اليمنيّ، وعن ضعف وعجز القدرات العسكريّة الأميركيّة والبريطانيّة».
وجدّدوا مطالبتهم الحكومة وسائر المنظّمات الدوليّة والإنسانيّة المحليّة والعربيّة والدوليّة بـ»ضرورة تقديم أوسَع المساعدات الإنسانيّة لمئات الآلاف من النازحين اللبنانيين من الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبيّة»، مندِّدين بـ»الضربات الصهيونيّة لقوافل المساعدات القادمة عبر سورية وغيرها والمترافقة مع ضغوطٍ أميركيّة بعدمِ استقبال أيّ مساعدات إيرانيّة إلى لبنان في إطار إحكام الحصار على لبنان». ودعوا إلى «مواقف لبنانيّة رافضة وصارمة لهذه الضغوط باعتبارها تمسُّ بالسيادةِ الوطنيّة من جهّة، كما تناقضُ روح الأخوّة الإنسانيّة».
وإذ أعربوا عن «اعتزازهم الكبير بروحِ التضامُن الأخويّ والإنسانيّ الذي أبداه اللبنانيّون في مختلف المناطق إتّجاه إخوانهم النازحين»، لفتوا إلى «جشع قلّة من أصحابِ المنازل الذين أخذوا يرفعون كلفةَ إيجار منازلهم ما يضطّرُ بعض النازحين إلى العودة إلى قراهم وبلداتهم تحت القصف بما يهدّد حياتهم وحياة عائلاتهم»، ودعوا السلطات المعنيّة إلى «اتخاذ إجراءات بحقّ الجشعين».
كما جدّدوا «تضامنَهم مع سورية «التي تتعرَّضُ عاصمتها ومدنها إلى اعتداءات صهيونيّة متواصلة تكشفُ مدى حقد العدوّ على الموقف السوريّ الداعم تاريخيّاً للمقاومة والذي دفعت وما تزال سورية أبهظ الأثمان بسببه وهو أمرٌ يتطلّبُ جهداً عربيّاً وإسلاميّاً وعالميّاً لدعمها في وجه العدوان، وتوفير منظومة دفاع جويّ للأراضي السوريّة أو لتفعيلها لتعطيلِ هذه الاعتداءات المتواصلة على عاصمتها وسائر مناطقها».
وجدّدَ المجتمعون تحيّتهم للشعب اللبنانيّ في عيدِ الاستقلال، معتبرين أنَّه «يصانُ اليوم ببطولات المقاومة وصمود الشعب ودور الجيش حيثُ يسعى العدوّ وداعميه للنيل منه عبرَ ما يُسمّى اتفاق وقف النار وما يسعى هؤلاء إلى تضمينه شروطاً تمسُّ سيادة لبنان واستقلاله وارتباطه بأمّته والتزامه قضيّتها المركزيّة فلسطين، والتي يدفعُ شعبُها في غزّة والضفّة والقدس أبهظَ الأثمان».