أولى

العالم وخطر نووي وشيك

 

– تسارعت الخطوات الروسية الميدانية رداً على تمادي واشنطن في استفزازاتها التي كان آخرها تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى وإعطاء القيادة الأوكرانية توجيهاً واضحاً تحت شعار الإذن باستخدام هذه الصواريخ لاستهداف العمق الروسيّ، وكانت موسكو قد حذّرت مراراً من أن التمادي بهذا الاتجاه سوف تكون له عواقب تهدّد باندلاع حرب نووية.
– تصرّف الأميركيّون تحت تأثير العنجهية والعجز والإنكار، فهم عاجزون مع حليفهم الأوكراني وحلفائهم في الناتو عن تغيير معادلة الميدان التي تسجل فيها القوات الروسية التقدّم يومياً في شرق أوكرانيا رغم جيب كورسك الذي توغّل فيه الأوكرانيون بتحريض وتمويل من واشنطن، وواشنطن في حال إنكار لحقيقة أن أوكرانيا فقدت الموارد البشرية لمواصلة الحرب بعدما لجأت الى التجنيد الاجباريّ للشباب بصورة مهينة ومذلّة تكشف سقوط خيار الحرب لدى الأوكرانيين، وصار الانهيار الأوكراني مسألة وقت.
– اللجوء الأميركي إلى استهداف العمق الروسيّ بواجهة أوكرانيّة لا يلغي حقيقة أن الاستهداف أميركيّ، وروسيا لا تستطيع تجاهل هذه الحقيقة الاستفزازية، والصمت هنا يعني أن روسيا مردوعة وخائفة.
– لم يبق أمام القيادة الروسية إلا ما قامت به من تعديل عقيدتها النووية، أي شروط استخدام السلاح النووي، وقد أصبح التعرّض لتهديد وجودي من قوة نووية. وهذا هو التوصيف لما تقوم به واشنطن وراء قناع أوكراني، وهذا معنى قيام الرئيس الروسي باستقبال مطوّل لقائد القوات الروسية الجوفضائية لساعات تقول مصادر متابعة إنها خُصّصت لبحث خطة التحرك النووي عندما تصدر الأوامر.
– العبث الأميركيّ بالسلم الدولي يهدّد العالم بحرب نووية، وما لم يتمّ التراجع عن الاستفزاز الأميركي لروسيا عبر أوكرانيا يبدو العالم متجهاً نحو خطر لم يشهده من قبل، لأن استخدام السلاح النووي في الحرب العالمية الثانية ضد اليابان لم يكن مواجهة بين قوتين نوويتين، وأزمة خليج الخنازير التي كادت تتحوّل إلى مواجهة نووية تمّ احتواؤها بتسوية سياسية سوفياتية أميركية أنهت ما عُرف بأزمة الصواريخ الكوبية، عبر سحب موسكو لصواريخها، مقابل تعهّد أميركا بعدم غزو كوبا.
– ما لم يتم ما يعادل تسوية أزمة خليج الخنازير، بسحب الصواريخ الأميركية وفتح باب التفاوض نحو تسوية للحرب الأوكرانية، وبقاء الرئيس جو بايدن عند الاستفزاز، فلن يجد الرئيس دونالد ترامب أزمة أوكرانيّة يحلها، بل سيجد نفسه رئيس دولة منخرطة في حرب نووية.

التعليق السياسي

Related Articles

Back to top button