مقالات وآراء

«أبشروا» لكن… التحوُّط والحذر واجبان

 

‬ علي بدر الدين

 

عودة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى لبنان، أحيت آمال اللبنانيين، بعد إحباطها بتسريب تأجيل زيارته أو تأخيرها وكانت الخشية من إلغائها، لأنّ هذا كان يعني أن لا مفاوضات قريبة أو متوقّعة لوقف إطلاق النار ووقف الحرب الإسرائيلية المتوحِّشة والهمجية على لبنان. وهو الذي قال في موقف سابق إنه لن يزور لبنان إلا بعد تيقّنه من أنّ مشروع اتفاق قد وُضعت خطوطه العريضة لوقف إطلاق النار ووقف الحرب الإسرائيلية على لبنان، لأنّ من شأن ذلك أن يسهّل كثيراً من مهمته «بدعم» من الإدارة الأميركية الحالية ومن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
إنّ أنظار اللبنانيين والنازحين منهم مصوّبة على الموفد الأميركي ونتائج جولته المكوكية بين لبنان والكيان الصهيوني، والتي يبدو لغاية اليوم أنّ منسوب مؤشراتها الإيجابية يرتفع في ظلّ ما يسبقها أو يواكبها من معطيات بدأت تظهر إلى العلن من أكثر من جهة محلية وإقليمية ودولية يدعمها استمرار وجود الموفد الأميركي في المنطقة وتوسيع مروحة زياراته في لبنان لتشمل قيادات ومراجع لم تكن في جدول الزيارات، وربما قد يكون لذلك علاقة بالاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس الجمهورية المشمول بالاتفاق.
أعتقد أنّ هوكشتاين سينجح هذه المرة في مهمته التفاوضية ويعوّض عن فشله مرّات سابقة، بسبب تعنّت العدو «الإسرائيلي» وإمعانه باستمرار حربه الهمجية على لبنان التي تقتل وتدمِّر وتهجِّر وتستهدف المدن والقرى والأبنية والبيوت في لبنان، في جنوبه وبقاعه وجبله وساحله وفي بيروت وضاحيتها الجنوبية بكلّ الغدر والحقد والعنصرية في ظلّ صمتٍ أميركي وداعم له لاستكمال حربه.
إنّ اللبنانيين والنازحين منهم تحديداً ينتظرون بفارغ الصبر والأمل وعلى أحرِّ من الجمر، أن تتوّج المفاوضات التي أصبحت في أمتارها الأخيرة إلى وقف إطلاق النار، وهذا ما يمكن التعويل عليه، بل توقٌّع حصوله مع واجب «التحوٌّط» والحذر وعدم التفاؤل المفرط لأننا نواجه عدواً غادراُ وحاقداً.
مع «التحفُّظ» فإنّ الاتفاق أصبح وفق ما يطفو من تطورات سياسية وديبلوماسية على «قاب قوسين» من التوقيع حتى لا يُصاب اللبنانيون ومنهم النازحون المنتظرون بخيبة أمل وإحباط وانهيار كلّ رجاء ممكن، خاصة أنّ الرهان على العدو «الإسرائيلي» خاطئ جداً ونموذج تعاطيه مع مفاوضات غزة في القاهرة والدوحة لا يزال ماثلاً حيث كان رئيس حكومته بنيامين نتنياهو يخرج من المفاوضات كلما كانت تقترب الخواتيم الإيجابية بحججٍ واهية، ثم تحميل حركة حماس المسؤولية عن فشل المفاوضات ويعاود عدوانه على غزة وشعبها.
وكما تقول الأمثال… «راح الكثير وما بقي الاّ القليل»، أو «الذي شرب النهر لن يغصّ بالساقية».
هل اقترب تصاعد “الدخان الأبيض” الذي يعبِّر عن الخلاص والفرح والبشرى بانتخاب المطارنة والكرادلة لبابا الفاتيكان قبل قرون خلت؟ أو نقول “قمحة” بفرح ولادة الذكر وفق عادات فراعنة مصر منذ آلاف السنين؟ أو أصبح بإمكاننا القول إنّ “الفول صار بالمكيول؟ وإنّ غداً لناظره قريب… قولوا آمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى