دبوس
نقيضان لا يلتقيان… نهوضنا وبقاء الكيان
لقد خسرنا ما لا يقلّ عن خمسة ملايين إنسان منذ الحرب التي شنّها صدام حسين ضدّ إيران لمصلحة الأعراب والكيان الصهيوني والأوليغارشية الغربية، مروراً بالخريف العربي، والهجمة المسواكية الوهابية ضدّ سورية، ونحن ماشيين الحيط الحيط، وكافيين خيرنا شرّنا، لن يتركونا حتى لو رفعنا الرايات البيضاء، وانبطحنا انبطاحةً أكثر خنوعاً واستسلاماً من انبطاحة “دعبس” وسلطته…
هذه الكينونة التلمودية لا يمكن أن يُكتب لها العلو والتمكّن إلّا على أنقاض الأمم والشعوب الأخرى، لذلك فلن يُكتب لهذه الأمة ببُعديها العربي والإسلامي النهوض والانبعاث وإعادة الأمجاد البائدة إلّا بالقضاء المبرم على هذا الكيان السرطاني، ورفعة واستقلال وسؤدد أمتنا لا يجتمع على صعيد واحد مع هذا الكيان، فإما نحن، وإمّا سيطرة مطلقة لهذه الكينونة…
سؤال وجودي يجب أن يوضع على الطاولة، ثم يجب علينا ان نجد له جواباً، ماذا لو قرّر هذا الكيان أن يستمر في استعمال تفوّقه التقني هذا، في المقدرة على توجيه الضربات الدقيقة القاتلة، وكذلك المقدرة الهائلة على التدمير، والتي نراها كلّ دقيقة مع كلّ تفجير، والتي نستطيع ان نطلق عليها، ميني نووي، ماذا لو قرّر أن يستمرّ في هذا النهج، بغضّ النظر عن المبادرات التي تطرح هنا وهناك، والتي يتعاطى معها بالمراوغة وتعلية السقوف، ليقوم بنسفها في ما بعد، فيظهر كمن يتعامل بإيجابية مع المبادرات، وهو في واقع الحال قد بيّت النّية مسبقاً لتقويض كلّ مبادرات وقف إطلاق النار…
الموقف يؤشر، في نظري، الى سيناريو، إنْ هو استمرّ لعام آخر بهذه الطريقة، فسنكون بإزاء دمار كلي للبنية التحتية في لبنان، وقبل ذلك في غزة والضفة الغربية وربما سورية، ناهيك عن الخسائر البشرية المدنية المذهلة، ببساطة، سنضرب بما لا يقلّ عن خمسة أو ستة قنابل ذرية بالتصوير البطيء إنْ لم يكن أكثر من ذلك خلال عام من الآن، فما الجواب على ذلك من الناحية العملانية؟
الذي نراه الآن في منطقتنا هو ترجمة عملية لما ذكرناه سابقاً، بأنّ الإدارة الأميركية، ومنذ ما اعتبر خطيئة غزو العراق وأفغانستان الاستراتيجية بعدم التورّط في حروب إقليمية، وتوجيه القدر الأكبر من ميزانية البنتاغون المرعبة نحو الأبحاث والتطوير للأسلحة التقليدية وغير التقليدية، السؤال ليس موجّهاً فقط لشعوبنا وقياداتنا في محور المقاومة، بل هو موجّه لكل العالم المناهض للأوليغارشية الصهيوـ انجلوـ ساكسونية، فما الذي يمنع، على سبيل المثال، افتعال حرب بين دول شرق آسيا وأستراليا، كوريا الجنوبية، اليابان، الفيلبين، نيوزيلندا، أستراليا وربما الهند ضدّ الصين، واستعمال نفس المعادلة، الدم من هذه الدول، والتكنولوجيا، تكنولوجيا القتل والتدمير، من أميركا…؟
نحن بإزاء تحدّ وجودي، وعلينا فوراً أن نضيّق البون التكنولوجي بيننا وبين هذا العدو، الكيان السرطاني، ومن خلفه الأوليغارشية الصهيوـ انجلوـ ساكسونية، لأنّ الطريقة الوحيدة لوضع حدّ لتغوّله ووحشيته هي إيلامه بطريقة تجعله يفكر كثيراً قبل الاستمرار في ألاعيب تكنولوجيا القتل والتدمير…