يتيمة الدهر والزمان
د. عدنان ابراهيم مخلوف
أعزّي آلَ بيتك في البلادِ
وآخذ من سنا عينيك زادي
تعمّمْ يا ابن آل البيت إني
إلى لقياك معتمرٍ لَصَادي
أنصرُ الله مثلك لا يُضاهى
وما قصباتُ سَبْقِكَ للجيادِ
ولا مضمارُ خيلك مستباحٌ
لخيلِ الهاربين من الطّرادِ
وتدري أيها الغالي علينا
بفحوى جمرنا تحت الرمادِ
وتدري أننا ظلٌّ ظليلٌ
وعينٌ لا تميل إلى الرقادِ
فإنْ قتلوك وانتهكوا حمانا
فمعذورٌ بكبوته جوادي
فما كلّ الأمان بمُستطاعٍ
وبعض الماء يرشح من جمادِ
ومكتوبُ القضاء له وقوعٌ
على من لاذَ بالسبع الشِّدادِ
ولوبالقتل تُكتسب القضايا
لما انتصفَ الإمامُ من المَرادي
أَكلُّ غدٍ يُزفُّ لنا حُسينٌ؟
متى يرتاح نبضك يا فؤادي؟
وجوه الباكياتِ له شموعٌ
يمزّقنَ الدُّجُنُّةَ في الحدادِ
وتيّار الشهادة مستمرٌّ
إلى يوم القيامة في ازديادِ
بها استوَتِ النفوسُ على سواها
وفُضّلتِ العبادُ على العبادِ
لَعلّي ما رأيتك في زماني
وكم من غافلٍ والبدر بادي
فإن دُفن البذار فسوف يبدو
على وجه السنابل في الحصادِ
وفعلُ الماء في الأشياء جارٍ
ولو رحل السحاب عن البلادِ
ألستَ ترى من الإنجيل وجهاً؟
لعيسى قد أطلّ من المدادِ
وقانٍ من دمائك سندسيٌّ
أطاح بقادة اللون الرمادي
أمَرُّ من التواطؤِ والتلطّي
وقوفُ الواقفين على الحيادِ
تفرّقَ عنك شملُ بني أبينا
كَعِيسٍ ما لها في البيد حادي
وكم من رائحٍ، إيّاه أعني
ويسمعني – وأَيمُ اللهِ – غادي
أبا هادي بمن يعتاض موسى؟
مضى هارونُهُ قبل المعادِ
بغير عصا يهشُّ بها عليهم
عساهم يرجعون إلى الرشادِ
لقد ألقى عصاه على الأفاعي
ويأبى أن تكونَ على الجرادِ