أخيرة

دردشة صباحية

حنان*…

‬ يكتبها الياس عشي

 

سأكتبُ لعينيكِ
يا حنانْ
حتّى يتنفّسَ الصباحْ
سأكتبُ لسنواتِ الحزنِ الطويله
*****
سأكتبُ لكِ
سطوراً بهيّه
ممزوجةً بالضوءِ
معصورةً باللونِ
بهيّةً.. بهيّةً.. بهيّه
*****
تجربةُ الحزنِ يا حنانْ
تزرعني في عينيكِ
تشلحني على مفارقِ الألوانْ
متشامخاً
مشرقاً
إلهاً،
*****
تجربةُ الحزنِ
هي حكايةُ الإنسانْ
ثائراً
قويّاً..
حكايتُهُ يخترعُ البطوله
يصنعُ النصرَ
يؤمنُ بالشهادهْ
*****
سأكتب لعينيكِ حتّى يتنفسّ الصباحْ
فالليلُ يؤنّبني يا حنانْ
يرميني كومةَ ضميرٍ
في خيامٍ يلفُّها البردُ والصقيعْ
في خيامٍ لئيمهْ
جائعهْ
تأكلُ لبنَ الصغارْ…
*****
أتسمعينَ يا حنانْ؟
لم يبقَ في صدرِ امرأةٍ
لبنٌ يا حنانْ
لم يبقَ سوى الخواءْ
*****
اسمعي يا حنانْ
سأكتبُ لعينيكِ الحزينتينْ
أريدُ أن أسمعَ بكاءهما
أريدُهما جرحينِ للضياعْ
لضياعِ أمتي يا حنانْ،
ضاعت أمتي
ضاعتْ
وما سمعنا نحيباً
ضاعتْ وما سمعنا
سوى الهراءْ.

*حنان… نازحة من فلسطين قتلتها، في السبعينات من القرن الماضي، غارة يهودية انقضّت على أحد المخيمات. وأنا اليوم أهدي هذه الكلمات إلى كلّ النازحين من أرض الأبطال… من جنوب لبنان

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى