الوطن

قاسم: الميدان موازٍ لمسارِ المفاوضات وملاحظاتُنا وملاحظاتُ برّي متناغِمة

 

الحاج محمد عفيف استُشهدَ في ميدانِ الجهادِ الإعلاميّ المقاوم… كان يعقد المؤتمرات الصحافيّة ليسدَّ ثغرةً إعلاميّةً مهمّة ويفضحِ العدوّ ويبيّن إنجازات المقاومة ويردَّ على الافتراءات بحقّها

 

أكّدَ الأمين العام لحزبِ الله الشيخ نعيم قاسم أنّه “لا يمكنُ أن نتركَ العاصمةَ بيروت تحتَ ضرباتِ العدوّ الإسرائيليّ من دونِ أن يدفعَ الثمنَ في وسطِ تلّ أبيب”، معلناً أنَّ ملاحظاتنا وملاحظات الرئيس نبيه برّي على ورقة المفاوضات متناغِمة ومتوافِقة”. وإذ أشارَ إلى “أنّنا تفاوضنا تحت سقفين هما: وقفُ العدوان بشكلٍ كاملٍ وشامل، وحفظُ السيادة اللبنانيّة”، أكّدَ أنّ الميدانَ موازٍ لمسارِ المفاوضات”.
كلامُ قاسم جاءَ في كلمةٍ متلفزةٍ له أمس، لمناسبةِ ذكرى أربعين رئيس المجلس التنفيذيّ في حزب الله الشهيد السيّد هاشم صفي الدين واستهلّها بالقول “أخي الحبيب، السّيد هاشم صفي الدين، وأنتَ رفيقُ الدربِ في هذه المسيرة الإلهيّة المقاومة، عرفتك رساليّاً أصيلاً مثقفاً واعياً وهادفاً. لقد كنتَ عضداً للسيّد حسن نصر الله، وكنتَ حاضراً في الميدان دائماً، ولقد خسرناك وربحتَ”.
وأضاف «لا بدَّ أن نذكرَ أيضاً شهادةَ أخينا الحبيب مسؤول العلاقات الإعلاميّة في حزبِ الله الحاج محمد عفيف النابلسي الذي استُشهدَ في ميدانِ الجهادِ الإعلاميّ المقاوم، والذي حرصَ على إقامة المؤتمرات الصحافيّة، ليسدَّ ثغرةً إعلاميّةً مهمّة، من أجلِ فضحِ العدوّ وتبيان إنجازات المقاومة، وليردَّ على الافتراءات التي كانت تُكالُ بحقِّ المقاومة».
وتابعَ «الحاج محمد عفيف أغاظَ العدوَّ كثيراً ولذا اغتالَه. خافوك فقتلوا الجسدَ لكنَّهم لن يتمكّنوا من قتلِ روحِ المقاومة. الحاج محمد عفيف استُشهدَ في منطقة رأس النبع، يعني أنَّ العدوَّ اعتدى عليه في العاصمة، وهو في موقعٍ الإعلاميّ المدنيّ الذي من المفترَض أن يكون محميّاً في مثلِ هذه الحالات. والعدوّ لم يكتفِ بالاعتداء على رأسِ النبع، بل اعتدى أيضاً على مار إلياس وزقاق البلاط في قلبِ العاصمة بيروت، لذا لا بدَّ أن يتوقَّعَ بأن يكونَ الردُّ على وسط تل أبيب، ولا يُمكنُ أن نتركَ العاصمةَ تحتَ ضرباتِ العدوّ الإسرائيليّ من دونِ أن يدفعَ الثمنَ في وسطِ تل أبيب».
وشكر قاسم كلَّ مَن عزّى بشهادةِ الأمينِ العامِّ لحزبِ الله السيّد حسن نصرالله ومَن هنّأ بتعيينه أميناً عامّاً للحزب.
وعن جبهة غزّة، قال قاسم “حرصنا على أن نُقدِّمَ الإسنادَ لغزّة، آخذين في الاعتبار الظروف في لبنان، ويشرّفنا أن نكونَ من القلّة الشرفاء الذين دعموا غزّة مع العراق واليمن وإيران بينما العالم كلّه يتفرّج، وصحيح أنَّ الإصابات مؤلمة وموجعة، لكن لدينا الكثير من الكوادر من أولي البأس الشديد”، مضيفاً “كنّا قد وافقنا سابقاً على طرح بايدن – ماكرون على قاعدة أنّه يمكن إنهاء الحرب، لكنّهم اغتالوا أميننا العام، وهذا أيضاً بعدَ تفجير البيجر، إذ مرَّ الحزبُ بحالةِ إرباكٍ لمدّةِ 10 أيّام، بعدَها استعدنا عافيتَنا في كلِّ المجالات، عقبَ اغتيالِ السيّد حسن نصر الله. اليومَ، وبعدَ شهرين من الحربِ على لبنان، النتيجةُ هي صمودٌ أسطوريّ للمقاومة”.
وأشارَ إلى “أنَّ المقاومةَ ليست جيشاً، ولا تمنعُ جيشاً من التقدُّم، بل تقاتلُ الجيشَ حيثُ تقدَّم، وهي تعملُ لقتلِ العدوّ ومنعِ استقرارِ احتلاله، وقدّمنا نموذجاً استثنائيّاً في هذه المواجهة”، مؤكّداً أنّ “الكلامَ للميدان، والنتائج مبنيّة على الميدان بقسميه في البرِّ وعبرَ قصفِ الصواريخ والمُسيَّرات، ولدينا القدرة على الاستمرار لمدّة طويلة، ولا يُمكن أن تهزمَنا إسرائيل وتفرضَ شروطَها علينا ونحنُ رجالُ الميدان”.
وتطرّقَ إلى مسار المفاوضاتِ لوقفِ النار وقال “استلمنا الورقة التي تبحثُ في المفاوضات ودرسناها وقرأناها جيّداً وأبدَينا ملاحظاتٍ عليها. ولدى الرئيس نبيه برّي ملاحظات كذلك، وهي متناغِمة ومتوافِقة، وهذه الملاحظات قُدِّمَت للمبعوثِ الأميركيّ وجرى النقاشُ فيها بالتفصيل، ونحنُ قرَّرنا عدمَ التكلّم عن مضمون الاتفاق ولا عن ملاحظاتنا”.
أضاف “تفاوضنا تحت سقفين: وقفُ العدوان بشكلٍ كاملٍ وشامل، وحفظُ السيادة اللبنانيّة، بمعنى لا يحقُّ للعدوّ أن ينتهكَ ويقتلَ ويدخلَ ساعةَ يشاء تحتَ عناوين مختلفة. أعددنا لمعركة طويلة، ونحنُ نتفاوضُ الآن، ولكن ليس تحت النار لأنَّ إسرائيلَ أيضًا تحت النار، كما قرّرنا أن يسيرَ مسارَ الميدان الذي يسيرُ بشكلٍ تصاعديّ مع مسارِ المفاوضات، وأن نكونَ أهلَ إحدى الحُسنيين إمّا النصرُ أو الشهادة”.
وتوجّه قاسم بالتحيّة “إلى المجاهدين في الميدان، وإلى أهلنا الشرفاء الذين يلتفّون حولَنا. هذا نموذج يحصن المقاومة، ويجعلُها أقوى في مواجهة التحدّيات” وقال “نحنُ أمامَ خيارَين، إمّا السِّلة أو الذّلة، وهيهات منّا الذلة، وسنبقى في الميدانِ وسنقاتلُ مهما ارتفعَت الكلفة، والكلفةُ ستكونُ مرتفعةً على العدوِّ أيضاً”، موضحاً أنّه “عندما لا يحقّقُ العدوّ أهدافَه، يعني أنّنا انتصرنا”.
وللنازحين قال قاسم “نعلمُ أنّكم تضحّونَ كثيراً ونحنُ نقومُ بما نستطيعُ من تأمين المساعدات”، وتوجه بتحيّة خاصّة لحركةِ أمل، مؤكّداً أن “لا فرقَ بيننا وبينهم، لأنَّنا عائلةٌ واحدةٌ في وطنٍ واحد”.
وتابعَ “نحنُ اليومَ نقاومُ في لبنان، دفاعاً عنه ودفاعاً عن شعبِ لبنان ضدَّ الاحتلال الإسرائيليّ الذي لن يخرجَ إلاّ بالمقاومة، ونحنُ في أثناء المعركة نفكّرُ بمستقبلِ وطننا، ولم نغيِّر ولن نبدِّل في مواقفنا الوطنيّة الشريفة المقاومة، ونحنُ نؤمنُ بتكاتفِ الجيشِ والشعبِ والمقاومة، وهو الرصيدُ المتبقّي لبناءِ الوطن”.
وأردفَ “وبعدَ وقفِ العدوان سنعملُ معاً بالتعاونِ مع الدول والشرفاء من أجل إعادة الإعمار، ليعودَ لبنان أجملَ وأفضل، وسنقدِّمُ مساهمتنا الفعّالة لانتخاب رئيسٍ للجهموريّة من خلال مجلس النوّاب، وستكون خطواتنا السياسيّة تحتَ سقفِ اتفاق الطائف بالتعاونِ مع القوى السياسيّة، كما سنكون حاضرين في الميدان السياسيّ لمصلحةِ الوطن لنبني ونحمي في آنٍ معاً”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى