الوطن

دريان لنقابة المحرِّرين: العدوّ يريد زرع الفتنة بين اللبنانيين

 

أوضحَ مُفتي الجمهوريّة الشيخ عبد اللطيف دريان، خلالَ لقائه في دار الفتوى وفداً من نقابة محرِّري الصحافة اللبنانيّة برئاسة النقيب جوزف القصيفي «أنَّ العدوانَ الإسرائيليّ على لبنان ليس بجديد فقد اعتدنا على الاعتداءات الإسرائيليّة منذُ زمنٍ وهو يضربُ كلَّ القرارات الدوليّة بعرض الحائط»، مشيراً إلى أنَّ «مخطّطَ العدوّ الإسرائيليّ اليوم هو تدميرُ لبنان وبناه التحتيّة وهذا ما نشاهده في الجنوب والبقاع والضاحية وفي الكثير من المناطق التي تتعرَّضُ لعدوانٍ وحشيّ».
وأعرب عن اعتقاده «أنَّ أبرزَ أهدافه في هذه الحرب هي زرعُ الفتنة بين اللبنانيين، وأنا منذ بداية العدوان والمجازر اليوميّة التي تُرتكب أحذّر من الفتنة الداخليّة، التي إذا وقعنا فيها نكون قد قدّمنا أكبر هدية للعدوّ، لذلك ناشدتُ وأناشدُ عبرَكم ألاّ نقعُ في هذا الفخّ، ومن أجل ذلك كانت القمة الروحيّة في بكركي والبيان الذي صدرَ عنها رسالة إلى الداخل اللبنانيّ ورسالة إلى العمق العربيّ ورسالة للمحافظة على الثوابت التي تحفظُ وحدةَ لبنان واللبنانيين. وانبثقَ عن القمّة الروحيّة لجنة متابعة تعملُ وتجتمعُ لمواكبة تنفيذ المقرّرات والتوصيات التي صدرَت عن القمّة الروحيّة».
وتابع «بالعودة إلى وقف النار، أقولُ أنَّ الدولةَ اللبنانيّة بغيابِ رئيسِ الجمهورية ممثلةً اليوم برئيس المجلس النيابيّ نبيه برّي ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، هي المعنيّة، بكلّ مساعي وقف النار الذي أتمناه ألاّ يكون وقفاً مؤقتاً بل ثابتاً وطويلاً».
وتمنّى «أن يُنجزَ الإستحقاقُ الرئاسيّ بكلّ سرعة. كلّ الأمور بالنسبة لنا هي أوليّة ولبنان بحاجة إليها. وأختمُ لأقول أنَّ اتفاق الطائف هو الدستور ولا يحقُّ لأحدٍ تجاوزه. وبالنسبة لوقف إطلاق النار أقول أنَّ الأمورَ بخواتيمها».
وكان القصيفي قد استهلَّ اللقاء بكلمة قال فيها «دار الإفتاء هي دار الوطنيّة والاعتدال، والمواقف المسؤولة النافية للتفرقة والانقسام، والحاثّة على الوحدة الجامعة التي تتهدل خيوطها، ولا تتبعثر حروفها».
وأضاف «في كلِّ مرّة نزورُكم في هذه الدار الكريمة، نستوحي الكثير من العِبر، ونستلهمُ الدروسَ في كيفيّة تقديم العام على الخاص، وإيثار الانفتاح على التقوقع، وثقافة وصل الضفاف، والسعي الدائم إلى توطيد ركائز الوفاق الحقيقيّ بين اللبنانيين جميعاً في هذه الأيّام الصعبة، المحفوفة بالأخطار الوجوديّة التي تواجه وطنهم. إنَّنا أحوج ما نكون اليوم إلى التضامن، والتعاون لتجاوز هذه المحنة، والسعي إلى حلٍّ يُنهي مآسيَ لبنان، لا يكونُ على حسابِ استقلاله، سيادته، ووحدة أرضه وشعبه».
وتابع «إن لبنانَّ يمرُّ بأوقاتٍ عصيبة، ولا تزال أبواب الحلول مستغلقة، والآفاق ملبّدة، والغيوم المتكاثفة تمنع حتّى الآن تسلّل بصيص نور يُحيي ألامل في النفوس. وإذ ندرك تماماً مقدار التعقيدات التي تحوطُ بوضعنا الراهن، والعقبات التي تكبّلُ المبادرات الرامية إلى إطفاء نار الجحيم الإسرائيليّ التي تحرقُ وطنَنا، وتفتكُ بناسه، فإنَّنا نعوّلُ على دوركم أنتم، ودور القمة الروحيّة في العمل على قطع الطريق على ما تخطّط له الدولة العبريّة لزرع الفتنة وتعكير السلم الأهليّ، وبدا واضحاً أنَّ جغرافيّة اعتداءاتها ونوعيّة استهدافاتها وأساليبها الدعائيّة الخبيثة تصبُّ في خدمةِ المخطَّط التي تسعى إلى تنفيذه».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى