أوروبا فاقدة للإرادة وليس للقدرة
– من يسمع كلام مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل وهو يتحدث عن انتهاكات كيان الاحتلال للقوانين الدولية، وإصراره على المضيّ بالحرب رغم كلّ المناشدات الدولية، يتذكّر بيانات القمم العربية والإسلامية، مع فارق أنّ صدور هذه المواقف عن مرجعية أوروبية عليا يعتبر بذاته تحوّلاً، بينما تكرار الكلام الإنشائي عربياً وإسلامياً مصدر تندر وسخرية.
السؤال الذي طرحه الرئيس السوري بشار الأسد في القمة العربية الإسلامية، يوجه لحضور القمة، ويمكن توجيهه أيضاً للاتحاد الأوروبي، حول صحة التشخيص للداء والدواء ونقص الفعل لعدم تحديد الأدوات والوسائل.
– فالكلام عن انتهاكات الكيان وضعف المؤسسات الأممية وعجزها بسبب التواطؤ الأميركي، صحيح، لكن الاكتفاء به يجعله بلا قيمة، لأنّ منحه قيمة يحتاج الى تحديد وسائل وأدوات لجعله قابلاً للتحوّل الى أفعال، وهنا لا أحد يتحدث عن فعل عسكري.
– السؤال هو ذاته، هل القضية في ضعف القدرة أو ضعف الإرادة، وكما الجواب عربياً وإسلامياً بضعف الإرادة، لأنّ بين أيدي الدول العربية والاسلامية أدوات ووسائل كثيرة دبلوماسية واقتصادية، للضغط من أجل وقف حروب الاحتلال، فإنّ بيد أوروبا الكثير من الأدوات التي لا تقلّ أهمية لفرض وقف الحرب، لكن كما هي إرادة النظام العربي الإسلامي مسلوبة وعاجزة عندما يتعلق الأمر بـ الأميركي، فإنّ حال أوروبا ليس أحسن.
– يستطيع العرب والمسلمون إقفال السفارات “الإسرائيلية” وقطع العلاقات الاقتصادية مع الكيان، وكثيرة هي الدول العربية والإسلامية التي تملك علاقات دبلوماسية مع الكيان وتقيم معه اتفاقات وعلاقات اقتصادية، وقد صارت هذه العلاقات أشدّ أهمية بالنسبة للكيان مع الحصار السياسي بعد مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، وبعد الحصار الاقتصادي الذي فرضه اليمن عبر البحر الأحمر.
– يستطيع الأوروبيون أكثر سياسياً واقتصادياً، فالمقاطعة الشعبية تسبّبت بخسائر ضخمة للاقتصاد في الكيان، فكيف إذا صارت حكومية، والتوقف عن بيع الأسلحة للكيان وحده يؤلم، فكيف إذا وضعت العلاقات الدبلوماسية على المحك؟
– يتذرّع الأوروبيون بموقف العرب فبمن يتذرّع العرب؟
– في الحالتين وضع العرب والمسلمون والأوروبيون أنفسهم خارج التاريخ.
التعليق السياسي