مقالات وآراء

العدو يواصل إجرامه قبيل وقف إطلاق النار

 

‬ عمر عبد القادر غندور*

 

استفاقت عاصمتنا صباح السبت الفائت على مجزرة مروعة دمّر خلالها العدو «الإسرائيلي» بخمسة صواريخ مبنى سكنياً مدنياً مؤلفاً من ثماني طبقات في البسطة، إضافة الى تضرّر عدد كبير من المباني السكنية المحيطة بالمبنى المستهدف، ما أدى الى سقوط العديد من الضحايا والجرحى، فضلاً عن الأضرار الجسيمة، فيما تواصلت الغارات المدمرة على مختلف مناطق الضاحية والبقاع والجنوب، خاصة على أعالي إقليم التفاح حيث تعرّضت بلدة جباع للمزيد من الغارات، وكذلك كفر ملكي التي ارتقى فيها 12 شهيداً، وأيضاً بلدة انصار وقرى أخرى في النبطية، وتعطل عدد كبير من الطرق المؤدية الى مرجعيون، كماتواصلت الغارات على البقاع على نحو متزايد بالإضافة إلى أماكن اخرى بينها الشويفات وصيدا وصور…
وتزامنت حمامات الدم مع المساعي التي بذلها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لإيجاد نقطة التقاء بين الجزار والضحية للتلاقي حولها تؤدّي الى وقف إطلاق النار عنوانها القرار الأممي 1701.
إلا أنّ مهمة هوكشتاين لا تبدو معبّدة بعد انتهاء زيارته إلى تل أبيب ومن ثم رحيله إلى واشنطن خالي الوفاض، ما يعني أن وقف إطلاق النار لم ينضج بعد ودونه مسافات من حقول الألغام والمطبات التي يزرعها نتنياهو وشركاؤه في حكومته الحالية…
اليمين التقليدي واليمين المتطرف من المتطرفين الذين يسعون إلى «دولة إسرائيل التاريخية» الموعودة، الذين يرفضون ايّ تسوية حتى يبلغوا أهدافهم التلمودية المرسومة للمراحل من الحرب «المقدسة» التي ستؤدّي إلى أحداث وتحوّلات لن يسلم منها المسجد الأقصى حسب زعمهم ويؤدّي كلّ ذلك الى تحوّلات في لبنان والمنطقة.
ولذلك نصب نتنياهو فِخاخاً زرعها في رده على مساعي هوكشتاين وفي مقدّمها ما يدّعيه «حق إسرائيل» في السيطرة على أجواء لبنان بواسطة الطيران الحربي والمُسيّرات وتنفيذ عمليات داخل لبنان في أيّ وقت يكتشف فيه العدو انّ المقاومة تتلقى السلاح، وهذا بالطبع لم يوافق عليه لبنان ولن يوافق عليه لتعارضه مع السيادة اللبنانية، وهي شروط تخدم مصلحة العدو، وتحقق له مكاسب لن يتخلى عنها وهي:
1 ـ حرية التحليق الدائم في سماء لبنان ورصد كلّ تحرك فيه،
2 ـ يمكن للعدو ان يشكو من خرق معيّن للاتفاق يتقدّم به إلى الجانب اللبناني من غير ان يتمكن من إثباته.
3 ـ بينما يحق للعدو حسب المقترح «الإسرائيلي» الأميركي ان يستخدم القوة استنسابياً متى أراد…
ولذلك، لن يوافق لبنان على مثل هذه الشروط، ولهذا يمكن القول انّ نتنياهو هو نجم المرحلة الحالية وسيبقى يرفض ايّ محاولة لوقف إطلاق النار مستغلاً الوقت المتاح حتى تسلّم الرئيس ترامب لمسؤولياته في 20 كانون الثاني 2025.
ومع ذلك على أمتنا ان لا تيأس من رحمة الله التي يسبقها جهاد وقتال وإعداد وعمل صالح متفائلين بقوله تعالى: «يَومَ نَبطِشُ البَطشَةَ الكُبرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16) الدخان»

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى