أخيرة

دردشة صباحية

 

المقاومة قاتلت ونتنياهو قَتَلَ

 

يكتبها الياس عشّي

 

اليوم، وقد توقف إطلاق النار، يمكننا أن نفكّر بهدوء، ونتحدث بواقعية عن هوية هذه الحرب التي خاضتها المقاومة اللبنانية مع العدو «الإسرائيلي».
باختصار شديد: ظهرت في الميدان مدرستان: واحدة للقتل والاغتيال يترأسها نتنياهو. وثانية: للقتال والمواجهة يقودها حزب الله.
وحتى لا نظلم نتنياهو أستاذ المدرسة الأولى: نقول بكلّ بساطة: لقد نجح نتنياهو بامتياز في قتل المدنيين شباباً، وأطفالاً، وشيوخاً، ونساءً. ونجح بامتياز في تصفية الصحافيين، ورجال الإسعاف، والممرضين. وبرع في هدم المباني وتحويلها إلى ركام، وأشعل الحرائق، وكرّر الأسلوب الهتلري، وبتوقيع يهودي، وذكرني بمقولة لـ (فرويد):
«جبروت الضعيف مستمدّ من حقده على العالم، وشعوره بالنقص، وإحساسه بأنّ الطبيعة حرمته من عدلها».
نتنياهو قَتَلَ ولم يقاتل.
أمّا المدرسة الثانية بقيادة حزب الله فقد أعادت شرف القتال بأسلوب المواجهة، فلم تتراجع، ولم تتلكّأ في الالتحام وجهاً لوجه مع الصهاينة، ولم تضعف باغتيال قادتها وعلى رأسهم السيد حسن نصرالله، ولم تستهدف المدنيين، ولا الأطفال، ولا النساء، ولا الشيوخ، ولا المستشفيات، ولا المُسعفين، ولا رجال الإعلام، واقتصرت هجماتها على المقرات العسكرية في فلسطين المحتلّة، ولم تتخلّ عن شبرٍ واحد في أماكن تواجدها.
المقاومة قاتلت ولم تقتل.
وشتّان بين المدرستين…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى