مجلس الوزراء جدّدَ الالتزام بالقرار 1701 / ميقاتي: الغدُ سيكون أفضل شرطَ وضعِ خلافاتنا الظرفيّة جانباً
![](https://www.al-binaa.com/wp-content/uploads/2024/11/مجلس-الوزراء-مجتمعاً-في-السرايا-أمس.jpeg)
ترأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جلسةً لمجلس الوزراء أمس في السرايا، شارك فيها وزراء: التربية والتعليم العالي عبّاس الحلبي، الإعلام زياد المكاري، الدفاع الوطنيّ موريس سليم، الشباب والرياضة جورج كلاّس، المال يوسف خليل، الصناعة جورج بوشكيان، الشؤون الاجتماعيّة هكتور حجّار، الداخليّة والبلديّات بسّام مولوي، التنمية الإدارية نجلا رياشي، السياحة وليد نصّار، الاتصالات جوني القرم، البيئة ناصر ياسين، الثقافة محمد وسام المُرتضى، العمل مصطفى بيرم، الـشغال العامّة والنقل علي حميّة، المهجَّرين عصام شرف الدين والاقتصاد والتجارة أمين سلام، المدير العام لرئاسة الجمهوريّة الدكتور أنطوان شقير والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكيّة. كما شارك في جانب من الجلسة قائد الجيش العماد جوزاف عون.
وبعد انتهاء الجلسة، تحدّث رئيس الحكومة فتقدَّمَ بدايةً بالتعزية بشهداء العدوان «الإسرائيليّ» على لبنان، متمنياً الشفاء للجرحى والمُصابين. وقال «على الرغمِ هذا الوجع الكبير، وهول الكارثة التي حلّت بالوطن، لا يسعُنا إلاّ أن نقولَ إنّه يومٌ جديدٌ نأملُ أن يحملَ معه السلام والاستقرار».
وأعلنَ أنّه «في هذا اليوم، تبدأ مسيرة الألف ميل في إعادة إعمار ما تهدَّم، واستكمال تعزيز دور المؤسَّسات الشرعيّة، وفي طليعتها الجيش، الذي نعلّق عليه الآمال العريضة في بسط سُلطة الدولة على كلّ مساحة الوطن وتعزيز حضوره في الجنوب الجريح».
أضاف «في جلسةِ اليوم اتخذنا سلسلةَ المقرَّرات الآتية: أكّدَ المجلس مجدَّداً قرارَه رقم 1 تاريخ 11/10/2024 في شقّه المتعلّق بالتزام الحكومة اللبنانيّة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 تاريخ 11 آب 2006 بمندرجاته كافّة ولا سيَّما ما يتعلّقُ بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنيّة كافّة في منطقة جنوب الليطانيّ وفقاً للترتيبات المرفَقة ربطاً (Arrangements) والتي صدرت (أول من) أمس ببيانٍ مشترك عن الولايات المتحدة الأميركيّة وفرنسا والتي تُعتبرُ جزءاً لا يتجزّأ من هذا القرار بعد أن أخذ المجلس علماً بها ووافق على مضمونها، كما واستناداً إلى خطّة عمليّات تضعُها قيادةُ الجيش وترفعُها وفقاً للأصول إلى مجلس الوزراء للموافقة عليها قبل المباشَرة بتنفيذها. ومن جهّة ثانية، فإنَّ الحكومة اللبنانيّة، وإذ تُثني على الدور الذي تقومُ به قوّة الأمم المتحدة الموقّتة في لبنان (يونيفيل)، تُشدّد أيضاً على التزامها قرار مجلس الأمن رقم 2749 تاريخ 28/8/2024 ولا سيَّما لجهّة التنفيذ الكامل للقرار رقم 1701 والوقف التام للأعمال العدائيّة وتحقيق الاستقرار عبرَ الخطِّ الأزرق. كما تقرّرَ أيضاً إبلاغَ نُسخةٍ عن هذا القرار ومرفقاته إلى مجلس النوّاب للاطلاعِ وأخذِ العلم».
ورأى «أنّه يومٌ جديدٌ تُطوى فيه مرحلة من أقسى مراحل المعاناة، التي عاشها اللبنانيّون في تاريخهم الحديث، لا بل كانت الأكثر قساوةً وأملاً». وقال «نحنُ اليوم أمامَ موقفٍ وطنيّ وتاريخيّ، ونعيشُ لحظات استثنائيّة نتبصَّرُ فيها إيجاد حلول جديّة للوضع المأزوم الذي نعيشُه. المسؤوليّة كبيرة وجماعيّة في حجم المأساة، علينا جميعاً، حكومةً ومجلساً نيابيّاً وقوى سياسيّة، التكاتُف والانخراط في ورشة الإصلاح وبناء دولة حديثة يتشاركُ الجميع في تدعيم أسسها. كفانا حروباً ومآسي وكوارث».
وأكّدَ أنّنا «أقوياء بالحقِّ وبمحبة العالم للبنان ومتشبّثون بسيادة الدولة بحراً وأرضاً و جوّاً، خارج أي إنتهاك وتبريرات ساقطة». وطالبَ «بالتزام العدوّ الإسرائيليّ بشكلٍ كاملٍ بقرارِ وقف إطلاق النار والانسحاب من كلّ المناطق والمواقع التي احتلها وتنفيذ القرار 1701 كاملاً».
وشدّدَ على «أنَّ من حقَّ أهلنا أن يعودوا إلى أرضهم وبلداتهم ويعيشوا بسلام. نحنُ مع أهلنا في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبيّة لبيروت وعلى امتدادِ الوطن، لدعمِ حضورهم الاجتماعيّ وتحصين صمودهم بكلّ ما أوتيت الدولة من قوّة. وسنواكبُ أوضاعهم ونعملُ مع المجتمعات الصديقة لإعادة الإعمار وتحقيق عودتهم الكريمة إلى مناطقهم».
وتابع «نحنُ على ثقة تامّة بأنَّ الغدَ سيكونُ أفضل شرطَ أن نضعَ خلافاتنا الظرفيّة جانباً وأن نتطلّع إلى المستقبل بثقة وأمل».
وشكرَ «المؤسَّسات الأهليّة التي تعاونت مع الدولة وقامت بواجباتها كاملة وهي عديدة وعملت بكلّ إخلاص من أجل مواجهة موضوع النازحين في هذه الظروف الصعبة»، معتبراً أنَّ «التضامنَ الوطنيّ كان كاملاً عند الجميع في هذا الظرف، ومن العبرِ التي أخذتها في هذه الفترة، وهي الأهمّ، هي التعاون بين رئاسة مجلس الوزراء ورئيس المجلس النيابيّ، فكان التعاون مع الرئيس برّي من موقعه الوطنيّ وبيننا نموذجيّاً أدى إلى ما وصلنا إليه اليوم».وشكرَ الرئيسَ برّي «على كلّ الجهد الذي قام به في الفترة الماضية، وهو جهد كبير أتابعه وأعي تماماً ما أقوله وأدعو الله بأن يُطيلَ لنا الله بعمره المديد».
وختمَ «آمل اليوم بعد استعراض هذه الأمور، أن تكون هناك صفحة جديدة في لبنان، كما آمل بأن تؤدّي الأيّام المُقبلة إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة وانتظام عمل المؤسَّسات الدستوريّة لما فيه خير هذا الوطن».