مقالات وآراء

صمود بطعم الانتصار

 

 عمر عبد القادر غندور*

 

دخل وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ صباح الأربعاء الفائت بعد موافقة «إسرائيل» ولبنان بضمانة أميركية، وقبل شروق الشمس اختنقت الطرقات المؤدية من بيروت الى الجنوب والبقاع والضاحية بآلاف السيارات المليئة بالعائلات النازحة وهي تلوّح بأعلام حزب الله تغمرها سعادة العودة إلى الديار الغالية ولو كانت على الركام.
انها نفس المظاهر التي شاهدناها عام 2006 وهي تعببر عن السعادة والفرح والأمل بعد 14 شهراً من النزوح القسري المرير الذي مارست فيه دولة الاحتلال لفلسطين أبشع الجرائم والعتو الوحشية والإساءة الى الإنسانية،
وقد بدا الفرح والسرور طاغياً بعدما سطّرت المقاومة أغلى ما تملك من شجاعة وبسالة وتضحية، وأوقعت العدو في وحل التراب اللبناني الغالي، وأجبرته على التفاوض لوقف إطلاق النار.
ما حققته المقاومة بصمودها قبل ايّ شيء آخر هو نموذج يُحتذى في الدفاع عن وطن مقابل أعتى جيش مزوّد بأحدث الأسلحة والأكثر تطوراً على مستوى العالم.
وجاء هذا الصمود اللبناني الرائع ليمنع العدو من الانتصار، ولا نغالي في ذلك لأنّ «إسرائيل» فشلت في تحقيق أهدافها وهي…
*فشلها في القضاء على حماس واستعادة الأسرى، فانتقمت من المدنيين الغزاويين وأهلكت نحو خمسين ألف شهيد وهدمت بيوتهم وخلّفت أكثر من مئة ألف مصاب وحوّلت القطاع الى أرض غير صالحة للعيش،
*وفشلت في احتلال قرية لبنانية واحدة رغم إشراك خمس فرق من الجيش، وحاولت التعمية على ذلك بحرب تدميرية طالت مدناً وقرى لبنانية كثيرة في الجنوب والبقاع وبيروت والضاحية وطالت أكثر من منطقة في إقليم الخروب والشوف وجبل لبنان والشمال وسقط نحو أربعة آلاف مدني بين امرأة وشيخ وطفل.
*وفشلت في القضاء على حزب الله واضطرت لمفاوضته على وقف إطلاق النار بالواسطة،
*تجديد قرار المحكمة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ووزير حربه غالانت بتهمة ارتكاب المجازر البشرية وتهديد القيم الإنسانية،
*خروج جماهير دول العالم في أوروبا وأميركا شجباً للانتهاكات الإنسانية التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين خاصة…
انتصر لبنان والمقاومة في معركة الصمود في أروع صورة تجلت في فرحة العائلات النازحة عن قراها وبلداتها كما رأينا في مواكب العودة، وألف رحمة على الشهداء الشجعان والشفاء للجرحى البواسل.

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى