85 عاماَ على سلخ لواء الإسكندرون و77 عاماَ على قرار تقسيم فلسطين 29 تشرين الثاني… التقاء إرادتين استعماريّتين لن يهزمنا
سماح مهدي*
لا يُخفى على أحد أنّ القوتين الاستعماريتين (بريطانيا وفرنسا) اقتسمتا بموجب اتفاقية سايكس – بيكو في العام 1916 النفوذ في أمتنا السورية. وعلى أثر ذلك، ذهبت كلّ واحدة منهما باتجاه تحقيق مصالحها ولو كان هذا على حساب شعبنا.
فكان أن بدأت بريطانيا بتمهيد الأرضية لقيام كيان عصابات الاحتلال عبر الوعد المشؤوم الذي قطعته للحركة الصهيونية بتوقيع وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور في 02/11/1917 والمتضمّن إقامة “وطن قومي لليهود على أرض فلسطين”. فاستغلت الحكومة البريطانية سلطاتها لتسهيل الهجرة اليهودية إلى جنوبنا السوري إفساحاً في المجال أمام نشوء الكيان الغاصب الذي حصل بموجب القرار الأممي رقم 181 الصادر بتاريخ 29/11/1947. في الوقت الذي كانت فيه فرنسا أسرع من بريطانيا، فقدّمت لواء الإسكندرون على طبق من فضة إلى تركيا عبر سلخه عن الوطن الأمّ ـ سورية في 29/11/1939.
قد يكون حصول الجريمتين بتاريخ التاسع والعشرين من تشرين الثاني ـ وإنْ بفارق ثماني سنوات ـ مجرد صدفة، لكن التقاء الإرادتين الاستعماريتين البريطانية والفرنسية لا يمكن أن يكون صدفة.
من جهة أخرى، وكلما أثرنا مسألتي احتلال فلسطين وسلخ الإسكندرون، يأتيك من يقول “ليس أفضل من تنازل بعض الأمم عن حقّها في الحياة لتوطيد سلام دائم”. بدورنا نطمئن كلّ من يحاول دفعنا إلى التخلي عن شبر واحد من أرضنا القومية بأنّ الأمة السورية ليست ولا تريد أن تكون من هذا البعض المتنازل عن حقه.
نحن السوريين القوميين الاجتماعيين نؤمن بأنّ الغرض الذي أنشئ حزبنا من أجله هو غرض سامٍ، وهو جعل الأمة السورية صاحبة السيادة على نفسها ووطنها. وإنْ كان الزمن الذي سبق تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي قد شهد ارتباط مصير الأمة بإرادات خارجية، فذلك اختلف بعد التأسيس بوجود من يدافع عن حقنا القومي مهما بلغت التضحيات.
لقد جزم كلّ سوري قومي اجتماعي بانتمائه إلى صفوف النهضة أمر تحرير نفسه من الإرادات الأجنبية والعوامل الخارجية، وبقي عليه أن ينقذ أمته السورية بأسرها وأن يحرّر وطنه بكامله. فافتُتح عهد البطولة والفداء في الحزب السوري القومي الاجتماعي مع الرفيق البطل حسين البنا منذ العام 1936 الذي ارتقى شهيداً مقاتلاً تحت راية الزوبعة الحمراء في فلسطين. ليلتحق به آلاف من رفقائه، يذودون عن كلّ الأرض السورية في مواجهة أيّ مستعمر أو محتلّ أو إرهابي.
نعلم أنّ طريقنا صعبة وشاقة، وأنّ الثبات عليها والاستمرار في خوض غمارها ليسا بالأمر الهيَن. لكننا أهلٌ لذلك، مستمدّون عزيمتنا من كلّ رفيق يحيّينا بالتحية الأحب على قلوبنا وعقولنا تحيا سورية.
*ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي