ثقافة وفنون

حوار | مدير البيت الروسي في بيروت ألكسندر سوروكين ونائبه دميتري سيبيكين في حديث خاص لـ «البناء»: ننسق آلية المنح الدراسية في روسيا وهي من ضمن برنامج متكامل لمساعدة الدول الصديقة على تثقيف جيل جديد من المهنيين الشديدي التخصص

 

 

المعيار الرئيسي في برنامج المنح الروسية هو التركيز على الدافع العالي للطالب لاكتساب معرفة جديدة

جودة التعليم الروسي، تم تأكيدها من المتخرّجين من الجامعات السوفياتية والروسية الذين حققوا نجاحًا كبيراً في أنشطتهم المهنية، ومن خلال التصنيفات الدوليّة المختلفة

ينضوي الطلاب اللبنانيون بعد عودتهم للبنان لتجمع واحد من «المتخرجين الروس» – ويتشاركون الآراء والقيم والمثل العليا نفسها

 

 حوار: سناء حبيب

 

تركز إدارة البيت الروسي في بيروت على التخصصات الجديدة والحديثة وتعمد إلى توجيه الطلاب لاختيار الاختصاصات المناسبة لقدراتهم، إذ أن روسيا الاتحادية تخصص عشرات آلاف المنح سنوياً، لطلاب من البلدان الصديقة في العالم، يتم اختيارهم من خلال «البيوت الروسية» للدراسة في نحو 700 جامعة روسية.
وفي حديث خاص لـ «البناء» أكد مدير البيت الروسي في بيروت ألكسندر سوروكين ونائبه دميتري سيبيكين، أن دراسة الطلاب اللبنانيين في جامعات روسيا الاتحادية وتعرّفهم إلى روسيا يساهمان في تمتين العلاقات بينها وبلدان الوافدين، وأنّ التخصّصات الأكثر طلباً في مجال تكنولوجيا المعلومات هي البرمجة، وأمن الحاسوب والمعلومات، وغيرها.
وفي ما يلي نص الحوار:

كيف تعرّفون عن المنحة الدراسية إلى جامعات روسيا الاتحادية لسنة 2024-2025؟

تخصّص الحكومة الروسية سنويًا عشرات الآلاف من الأماكن المجانية للدراسة في أي من الجامعات الروسية التي يزيد عددها عن 700 جامعة تقريبًا. يتم تنفيذ حملة الاختيار خلال «البيوت الروسية» في البلدان الصديقة في العالم.
وبالنسبة للبنان، فقد تمّ تخصيص 150 مكاناً هذا العام، وهو مؤشر جيّد، علماً أن العدد لم يتجاوز 40 مكاناً قبل سنوات قليلة (2016).
{ ما هي الصفات أو المعايير التي تبحثون عنها في المتقدمين للمنح الدراسية؟
نحن نركز على الدافع العالي للطالب المستقبلي لاكتساب معرفة جديدة كصفة رئيسة، أضف إلى ذلك إتقان مهنة واستكشاف العالم، ولكن الآن أصبح معيار الاختيار الرسمي هو الدرجات في مكان الدراسة السابق (في المدرسة أو الجامعة).

كيف تساعد الطلاب في اختيار التخصّص الذي يناسب مهاراتهم واهتماماتهم؟ وأين تكمن أهميّة التنوّع في الاختصاصات؟

يقدّم نظام التعليم العالي في روسيا برامج تدريبية على المستويات الأكاديمية كافة (البكالوريوس، الماجستير، الدكتوراه) في عدة آلاف من مجالات التدريب.
ومن جهتنا، تتمثل إحدى مهامنا في الحديث عن التخصصات الجديدة والحديثة التي ستحلّ محلّ التخصّصات القديمة جزئيًا قريبًا. ومثال على ذلك عندما يأتي الطلاب إلينا راغبين في دراسة الطب، فإننا نتحدّث عن إمكانية التفكير أيضًا في مهن المستقبل، مثل التكنولوجيا الحيويّة والهندسة الحيوية وعلم التحكم الآلي الطبي، والتي ستلعب قريبًا دورًا متزايد الأهميّة في مجال الرعاية الصحيّة.
بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من التخصّصات الكلاسيكية والحديثة، فإن التعليم في الجامعات الروسية يتوافق تمامًا مع المعايير المطلوبة، وبالتالي فإن التدريب في مثل هذا التخصّص الذي يبدو قياسيًا مثل «التاريخ» قد يشمل دراسة طرق البحث الأكثر تقدمًا في هذا المجال، على سبيل المثال، العمل مع البيانات الضخمة في الأرشيفات الإلكترونية، وما إلى ذلك.

وكيف تساهمون في دعم الطلاب بعد حصولهم على المنحة؟ وما الذي يلهمكم لتوسيع نطاق دعمكم للطلاب بمرور الوقت؟

البيت الروسي في بيروت يشرف بشكل كامل على عملية قبول الطالب، ويفحص أوراقه، ويساعده في الحصول على التأشيرة، ويعرّفه إلى المسؤولين في الجامعة، وإذا ظهرت أي مشاكل يساعد في حلها. ولهذا السبب، بعد الانتهاء من درجة البكالوريوس والتخصّص (المستوى التعليمي للسنوات الخمس الأول للطب وعدد من التخصصات الفنية)، تلجأ الغالبية العظمى من الطلاب إلينا مرة أخرى لمواصلة تعليمهم في برنامج الماجستير.

كيف تختارون الجامعات أو البرامج التي تودون دعمها من خلال منحكم الدراسية؟ وهل ممكن أن نتحدث أكثر عن تصنيف جامعات روسيا الاتحادية في العالم؟

يتم تحديد الجامعات التي تقدم أماكن الحصص في كل تخصص من قبل وزارة التعليم في الاتحاد الروسي. ومع ذلك، في كل مجال من مجالات الدراسة، يتمتع الطلاب بخيارات واسعة من الجامعات في مدن مختلفة من روسيا.
أما في ما يتصل بجودة التعليم الروسي، فقد تم تأكيدها من قبل العديد من المتخرّجين من الجامعات السوفياتية والروسية الذين حققوا نجاحًا كبيرًا في أنشطتهم المهنية، ومن خلال التصنيفات الدوليّة المختلفة. على سبيل المثال، يشمل تصنيفQS 47 جامعة روسية (و6 لبنانية فقط).

ما هي الأهداف الأساسية التي تأملون تحقيقها بتقديم هذه المنح الدراسية؟ وهل هناك خطط مستقبليّة لتوسيع برنامج المنح الدراسية؟

الهدف الرئيسي للحكومة الروسية في تنفيذ برنامج الحصص هو مساعدة الدول الصديقة على تثقيف جيل جديد من المهنيين.
نحن واثقون من أنه كلما زاد عدد الشباب اللبناني الذي يذهب إلى روسيا ويتعرّف إلى بلدنا ويحصل على تعليم ممتاز هناك، فإن ذلك يساهم في أن تصبح العلاقات الثنائيّة بين بلدينا أفضل وأقوى.
وكما أشرنا، فإن عدد الحصص هذا العام يُعدّ رقماً قياسياً، وهو يتزايد تدريجياً من سنة إلى أخرى. المعيار الرئيسي للزيادة هو الملاءمة والطلب – كلما زاد عدد المتقدّمين الذين يقدّمون طلباتهم هذا العام، سيتمّ تخصيص المزيد من الأماكن في العام المقبل.

هل تقدّمون إرشاداً إضافياً للطلاب الحاصلين على منحكم؟

طبعاً، نحن ننصح الطلاب في التخصصات والجامعات والمدن التي يتواجدون فيها. وقد تختلف الحياة والدراسة في موسكو وفي مدينة أخرى من حيث الإيقاع والتكلفة وكذلك عوامل الطقس.
والجودة الثابتة الوحيدة لجميع الجامعات المحلية تظل هي المستوى العالي من التدريب.

ما هي التخصصات الجامعية التي تعتقد أنها ستكون أكثر طلبًا في المستقبل؟

في السنوات الأخيرة، أصبحت التخصّصات الأكثر طلباً في مجال تكنولوجيا المعلومات هي البرمجة، وأمن الحاسوب والمعلومات، وغيرها. وفي الوقت نفسه، يمكن لكل مقدم طلب العثور على «تخصّص المستقبل» الذي يتناسب مع تفضيلاته واهتماماته ومعرفته؛ ويتعيّن على الشخص فقط أن يتخيّل قليلاً عما سيكون عليه عالمنا خلال 20 إلى 30 عامًا.

كيف تساهم المنحة إلى جامعات روسيا الاتحادية في رؤية روسيا الاتحادية الثقافية؟

بعد حصول الطلاب على منحة دراسية، يذهب الطلاب إلى روسيا ويبدأون في دراسة اللغة الروسية (السنة الأولى من الدراسة هي دورة لغة تحضيرية خاصة)، وفي الوقت نفسه يتعرّفون إلى الثقافة الروسية العظمى – الموسيقى والرسم والأدب، إلخ.

ماذا أضاف تعلم اللغة الروسية من قبل الطلاب اللبنانيين وكيف أثرت في تطوير وتفاعل العلاقات الثقافية؟

يعود الطلاب إلى لبنان بعد الانتهاء من تعليمهم ويدخلون، كقاعدة عامة، في مجتمع واحد من «المتخرجين الروس» – أشخاص يتشاركون الآراء والقيم والمثل العليا نفسها.
إنهم يظلون ممتنين لبلدنا، وفي المقابل يواصلون نشر وتعميم اللغة والثقافة الروسية، الأمر الذي له تأثير إيجابي على توسيع التعاون الروسي اللبناني.

ما هي الرسالة التي تودّون أن توجهوها للطلاب الطموحين الذين يسعون للحصول على المنح الدراسية؟

نتمنى للطلاب حظًا سعيدًا، وألا يخافوا من أي شيء، وأن يتقدموا نحو تحقيق أحلامهم!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى