الجيش السوري: خط أحمر حول حماة وهجوم معاكس نحو سراقب وخان شيخون / الأسد يلتقي عراقجي… واتصالات: الإرهاب لا يفهم إلا لغة القوة وسوف نكسره بها / قراءة إسرائيلية تعتبر معارك حلب بأهميّة محور فيلادلفيا لضرب إمداد المقاومة
كتب المحرّر السياسيّ
نجح الجيش السوري باحتواء الاندفاعة الواسعة التي قامت بها الجماعات الإرهابية بقيادة جبهة النصرة، والتي انتهت بالسيطرة على مدينة حلب، ومدن سراقب وخان شيخون وصولاً لمحاولة التقدّم نحو مدينة حماة، حيث رسم الجيش خطاً أحمر حولها وصدّ محاولات التقدّم نحو قرى وبلدات ريف حماة الشمالي والغربي، مستعيداً كل القرى والبلدات في أرياف حماة. وقالت مصادر متابعة للوضع الميداني إن الاستعدادات العسكرية على قدم وساق لتنظيم الهجوم المعاكس الذي بدأت طلائعه باتجاه مدينتي خان شيخون وسراقب، وسط استمرار الطيران السوري والروسي بشنّ غارات مكثفة على مقار قيادة الجماعات الإرهابية في إدلب وأرتال الجماعات المتحرّكة بين حلب وإدلب، حيث كانت الحصيلة مقتل المئات من عناصر هذه الجماعات.
سياسياً التقى الرئيس السوري بشار الأسد وزير خارجية إيران عباس عراقجي الذي أكد أن الاجتماع كان مثمراً وأنه نقل للأسد رسالة تأييد ودعم من القيادة الإيرانية، بينما أجرى الأسد وتلقى عدداً من الاتصالات العربية والدولية، كان أبرزها الاتصال مع كل من رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد، ومع رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني اللذين أكدا على دعم موقف سورية في مواجهة تمدّد الجماعات الإرهابية. وقال الأسد في وصف هذا التمدد بقوله، إن الإرهاب لا يفهم إلا لغة القوة التي سوف نكسره بها.
في كيان الاحتلال اهتمام معلن تجاه ما يجري في سورية، حيث استضافت قنوات عبرية عدداً من رموز وقادة الجماعات الإرهابية تحدّثوا بوضوح عن تلاقيهم مع كيان الاحتلال على العداء للرئيس الأسد وحزب الله وإيران، معلنين الاستعداد لتولي الحرب على هذه الجبهة بالنيابة عن الكيان، بينما قال رئيس حكومة كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو إن “الحرب تمرّ عبر محور فيلادلفيا ولن ننسحب من هناك»، وعلّق بالأمس المسؤولِ السابقِ في شُعبةِ التخطيطِ بالجيشِ الصهيوني الجنرال عميت ياغور، على عملية حلب فقال، «إنَ السيطرةَ على فيلادلفيا كانت لمنعِ ايصالِ السلاحِ إلى المقاومةِ الفلسطينية، وكذلك الحالُ بسيطرةِ المسلحينَ في سورية لمنعِ وصولِ السلاحِ إلى المقاومةِ اللبنانية».
ولليوم الخامس على التوالي واصل العدو الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار بذريعة استهداف أهداف لحزب الله، فيما لا يستهدف سوى المدنيين في سياراتهم ومنازلهم وحقولهم، فيما جدد المتحدّث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي تهديداته لسكان جنوب لبنان، بمنع تنقّل أهالي الجنوب واستهداف تحركاتهم.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام، بأن «العدو الإسرائيلي يستمر بعمليات النسف في الخيام، وقد نفذ عملية نسف أمس سمع صداها في أرجاء الجنوب وتصاعدت أعمدة الدخان»، فيما أفيد عن إطلاق النار من قبل جيش العدو في مارون الراس باتجاه بنت جبيل. كما دعت بلدية دير ميماس الأهالي إلى عدم التوجه للبلدة فيما طالبت بلدية دير سريان الأهالي بالإخلاء.
واستهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة من نوع رابيد في بلدة مجدل زون في القطاع الغربي ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح من بينهم طفل يبلغ من العمر سبع سنوات. ولاحقاً أغارت مسيرات إسرائيلية على بلدة رب ثلاثين وبين تبنا والبيسارية جنوبا ما ادى الى مقتل شخص وجرح آخرين.
وتوغلت الدبابات الإسرائيلية إلى مناطق في بلدة عيترون جنوب لبنان. وأفاد مواطنون عن سماع غارة عند على أطراف بلدة شقرا جهة حولا. كما أطلق جيش العدو قذيفة مدفعية على الخيام وسمع صوت رشاشات كثيفة. واستهدف بالرشاشات ليلا بلدة مارون الراس وعدداً من أحياء مدينة بنت جبيل، منعاً للأهالي الذين يسعون لتفقد منازلهم وأرزاقهم. وترافقت الاعتداءات مع استمرار إطلاق التهديدات العدوانية لمنع الأهالي من الدخول إلى القرى والبلدات المتاخمة للخط الأزرق.
وأشارت مصادر مطلعة لـ»البناء» أن العدو الإسرائيلي يهدف من خلال الاعتداء على القرى والبلدات والأهالي في الجنوب إلى تحقيق جملة أهداف أهمها تنغيص فرحة عودة اللبنانيين وأهالي الجنوب تحديداً إلى قراهم وإحباط هدف العدو بإقامة منطقة عازلة في الجنوب بعمق 5 كلم، فيما لم يعرف مصير عودة المستوطنين في شمال فلسطين المحتلة، حيث دعاهم رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو لعدم العودة قبل ستين يوماً، كما أن العدو وفق المصادر يستغل مدة الهدنة لتكريس قواعد اشتباك جديدة بقوة الأمر الواقع في مرحلة ما بعد نهاية مدة الستين يوماً، ولا سيما الاحتفاظ بحرية الحركة العسكرية والأمنية لإزالة أي مصدر تهديد يمثله حزب الله، وهذا ما لم يستطع انتزاعه تحت النار طيلة أيام الحرب، كما هذه الاعتداءات موجهة للداخل الإسرائيلي للإيحاء بأن جيش العدو لا يزال يملك اليد الطولى في العمل ضد حزب الله، وذلك للتعويض عن الفشل في تحقيق أهداف الحرب وعلى رأسها القضاء على حزب الله ليكون ضمانة لعودة المستوطنين.
وأشارت مصادر قريبة من المقاومة لـ»البناء» الى أن حزب الله يضع الخروق والاعتداءات الإسرائيلية برسم المجتمع الدولي ورعاة القرارات الدولية واتفاق وقف إطلاق النار الأخير وعلى رأسهم الولايات المتحدة، وينتظر ما سيقوم به هؤلاء للبناء على الشيء مقتضاه، كما يفسح المجال للدولة اللبنانية لمعالجة هذه الخروق والانتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار بالطرق الدبلوماسية وينتظر انتشار الجيش اللبناني في الجنوب والرد على مصادر النيران الإسرائيلية وحماية أهالي الجنوب وقراهم وأرزاقهم. أما وفي حال تمادى العدو وفق المصادر فإن المقاومة لن تقف مكتوفة الايدي، كما أن هذا الوضع الشاذ سيدفع أهالي القرى والبلدات والمدن للعودة إلى الميدان والدفاع عن قراهم وأنفسهم من دون استئذان أحد».
وعلمت «البناء» أن مراجع لبنانية رفيعة سياسية ودبلوماسية وعسكرية أبلغت الأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأميركية والخارجية الفرنسية وعددا من الدول العربية بالخروق الإسرائيلية للاتفاق والاعتداء على الجنوب، واستباحة أجواءه، وحذرت هذه المراجع من تداعيات الخروق على استمرار العمل باتفاق وقف إطلاق النار. ودعت هذه الدول للضغط على «إسرائيل» لوقف اعتداءاتها، فأخذ لبنان وعوداً بمعالجة هذه الخروق فور بدء عمل اللجنة الدولية لمراقبة القرار 1701 واستكمال انتشار الجيش اللبناني.
وأفادت مصادر إعلامية أن «وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو سيصل إلى لبنان خلال 48 ساعة المقبلة للبحث بتطبيق قرار وقف النار وغيره من القرارات التي تتعلّق بعمل لجنة المراقبة الخماسية».
على المستوى الرسمي، تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف تداولا خلاله بالأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة.
وأشار مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشؤون العربية والشرق الأوسط مسعد بولس الى ان ترامب عمل على ملف إحلال السلام في الشرق الأوسط ووفى بوعده بأن يبدأ العمل على ذلك فور انتخابه، ووقف إطلاق النار في لبنان كان إنجازاً حقّقه الرئيس الأميركي جو بايدن بالتعاون مع ترامب.
ولفت بولس في حديث تلفزيوني إلى أنه من واجبنا متابعة اتفاق وقف إطلاق النار ونتأمّل أن يُنفَّذ سريعاً كما توصّلنا إليه سريعاً، وموضوع الرئاسة في لبنان شائك ومن صبر سنتين يمكنه أن يصبر شهرين أم ثلاثة بعد. وأوضح أن موضوع الرئاسة في لبنان شائك ومهم ويجب العمل عليه بدقة من دون تسرّع بشكل غير مدروس بحكم الحرب. فمرحلة وقف إطلاق النار تجريبية والانتخابات ليست من مسؤوليتنا بل من مسؤولية البرلمان.
على صعيد أمني آخر، أعلنت قيادة الجيش في بيان انه «بتاريخ 30 /11 /2024، تمكنت دورية من القوات البحرية من إنقاذ 17 سوريّاً أثناء محاولتهم مغادرة لبنان عبر البحر بطريقة غير شرعية، وذلك بعد تعطُّل مركبهم قبالة شاطئ شكا – البترون. وقد عمل الجيش على إسعافهم بمساعدة الصليب الأحمر اللبناني، كما تولى نقل المركب إلى الشاطئ».