العراق وإمكانية الردّ النوعي…
محمد حسن الساعدي
منذ العام 2003 والعراق يحاول تطوير قدراته العسكرية عبر تجهيزه بالقدرات العسكرية سواء من الولايات المتحدة الأميركية، أو من أيّ منشأ آخر من أجل رفع قدرته للوقوف بوجه التحديات التي تعترض أمنه وسيادته، وبالرغم من عدم إيفاء هذه الدول بوعودها التي قطعتها للعراق في تجهيزه بالسلاح.
إلا انّ التهديدات التي تعرّض لها من قبل المجاميع الإرهابية والحرب الطائفية منذ عام 2004 واجهها بقدراته العسكرية البسيطة التي يمتلكها، واستطاع الوقوف بوجه هذه العصابات وهزيمتها وتحرير أرضه من عصابات داعش، ولكن بقيت الإمكانيات العسكرية قليلة وبسيطة لا ترقى إلى مستوى التطور الذي يشهده العلم العسكري وآلياته ووسائله التي بدأت بالذهاب نحو استخدام الذكاء الاصطناعي،
وبالرغم من تصريحات المسؤوليين العسكريين عن قدرة الجندي العراقي، الا أنّ هذه القدرة ترتكز على الأساس العقيدي فقط وليس على أساس تطور التجهيز العسكري وتوفير الإمكانيات العسكرية له وكما هو معمول به في الدول المتقدمة او التي تفتخر بجيوشها على مرّ التاريخ.
سماء العراق هي الأخرى ما زالت محتلة من قبل التحالف الدولي، والذي لا يسمح للعراق بامتلاك حتى إمكانيات الدفاع عن ارضه وسمائه ضدّ ايّ تهديد، بل وصل الحال إلى عدم تجهيز الطائرات التي ادّعت واشنطن أنها جهّزتها لسلاح الجو العراقي بأي تكنولوجيا حديثة تتسق وحجم التطور الذي يشهده الطيران الحربي، او مع طبيعة المعركة التي يسيطر فيها العدو الصهيوني على الجو وربما يحقق فيها بعض النقاط في ضربة للبنى التحتية والأبرياء، وهذا ما يريده التحالف الدولي في ان يبقى العراق (مباحاً) من قبل الجميع وتحديداً الكيان «الإسرائيلي»، والذي يحاول استفزازه ودفعه باتجاه الحرب وتوسيعها في الشرق الأوسط، وان يبقى ضعيفاً غير قادر على حماية أمنه وسيادته التي تستباح يومياً من قبل الإدارة الأميركية وسمائه تحت سطوة (المُسيّرات) الأميركية والإسرائيلية على حد سواء.
التهديدات التي يوجّهها الكيان «الإسرائيلي» للعراق بحجة دور الفصائل المسلحة العراقية في ضربه لم تكن جديدة، فلقد كان الصهاينة يمارسون الحرب العلنية ضدّ العراق ويحاولون جره إلى حرب مفتوحة، وهذا ما شهدناه في حربه ضدّ غزة وجنوب لبنان،إذ يسعى فيها الكيان الصهيونى من تحقيق نصراً عبر فتح الجبهات وتوسعة الحرب على أمل تحقيق بعض الانتصارات لتعويض فشله المتكرّر داخلياً او على جبهتي غزة وجنوب لبنان، والتي تميّزت فيها المقاومة هنا بالإدارة العالية للمعركة، والقدرة على مسك الأرض والضربات النوعية لمحور المقاومة فيها.