مقالات وآراء

ماذا عن التعيينات في إدارة ترامب؟

 

‬ عمر عبد القادر غندور*

 

لأنّ الولايات المتحدة هي القطب الاكثر تأثيراً على سياسات الدول في العالم، وبغضّ النظر عن السيطرة الأميركية على معظم الدول، وسواء أحببنا ذلك أو كرهناه، فمن الجيد أن نراقب توجهات الرئيس الجديد لولاية ثانية بعد تغلبه على شيخوخة الرئيس بايدن وحزبه الديمقراطي، ولا ننسى انّ الرئيس ترامب في أولى توجهاته الى سياسته في الشرق الأوسط خلال سنواته الأولى في البيت الأبيض قام بإلغاء الاتفاق النووي الذي أبرمته مجموعة دول 5 + 1 مع إيران في العام 2015، وترافق الإلغاء مع توقيع عقوبات أميركية جديدة على إيران، ومكافأة «إسرائيل» بنقل سفارة بلاده من تل أبيب الى القدس، والاعتراف بضمّ الجولان السوري المحتلّ إلى الكيان «الإسرائيلي»، وفي ذلك امتداد لوعد بلفور المشؤوم بأن يعطي من لا يملك الى من لا يستحق…!
ويصف محللون بارزون الرئيس الأميركي العائد إلى البيت الأبيض قريباً دونالد ترامب بأنه صاحب شخصية مثيرة للجدل، وأنه يميل الى إدارة الأزمات بالصدامات، وأنه يدير الأزمات على قاعدة الربح والخسارة كونه رجل أعمال قبل ان يكون رئيساً، ويتطلع الى الأمور بعين الصفقات والربح والخسارة.
وعن نظرته الى الشرق الأوسط الملتهب على الدوام فيقول بأنه سيعمل على إيقاف الحرب الدولية والإقليمية، وقد يبدأ أولاً بتفكيك أزمة الحرب الأوكرانية الروسية الملتبسة مستفيداً من علاقته السابقة الجيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ولا نخفي القلق من ترشيحات ترامب لبعض الشخصيات المعروفة لكي تتولى مناصب جوهرية في حكومته المقبلة مثل الدفاع والخارجية والمخابرات المركزية والأمن القومي، وهم الأشدّ تعصّباً لـ «إسرائيل» وبعضهم على شاكلة وزير الأمن «الإسرائيلي» المتطرف إيثمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش اللذين ينفثان أحقادهما على العرب والمسلمين، ومايك هاكابي سفير ترامب الجديد في كيان العدو!
ويعلق الكاتب الإنكليزي الشهير ديفيد هيرست على هذه الاختيارات بعبارة فائقة «حكومة ترامب هي وصفة لحرب الشرق الأوسط الشاملة»، وقال أيضاً: انّ ترامب أطلق في حملته الانتخابية شعار «أوقفوا الحرب»، ومع ذلك يردّد أعضاء في حكومة ترامب المقبلة يدعون الى تمديد الحرب الى سورية وإيران والعراق ما سيؤدي إلى صراع إقليمي خارج سيطرة أميركا و»إسرائيل».
ونشر موقع «أو أن انترناشيونال» الماليزي دراسة للباحث جيسون لوه قال فيها انّ تعيينات ترامب ممكن فقط ان تعجل الحرب الإقليمية الصليبية في القرن الحادي والعشرين.
ويرجح محللون عرب وأجانب ان يعيد ترامب الحياة الى الاتفاقيات الإبراهيمية مقابل دولة فلسطينية.
والسؤال: هل يجلس العرب معاً لمرة واحدة ويقولون ماذا يريدون…

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى