مقالات وآراء

مخاطر أحداث سورية على لبنان والمنطقة؟

 

عمر عبد القادر غندور*

 

كنت أودّ أن لا أعلق على ما يجري من أحداث في الدولة السورية الشقيقة بعد اجتياح خليط الميليشيات المتمركزة على امتداد الحدود مع تركيا التي لا تستطيع من حيث المنطق ان تنأى عما يجري في إدلب وحلب والأرياف الشرقية!
تزامناً مع وقف إطلاق النار المزعوم بين لبنان والكيان الصهيوني على حدود فلسطين المحتلة، ومن غير المنطق ان تدّعي الولايات المتحدة وتركيا وغيرهما وقوفهم على الحياد، بينما الوقائع المادية على الأرض تؤكد انغماسهم في توجيه الميليشيات المدجّجة بالعتاد والسلاح والإحداثيات استخفافاً بعقول البسطاء من الناس، بينما مآرب ومصالح هذه الدول ظاهرة ولا تحتاج إلى تيليسكوب!
ولا شك أنّ تطور الصراع على الأرض السورية ستكون نتائجه على سورية والجوار، وستكون له تداعيات على العديد من الدول المجاورة، ومن يظنّ في الجوار أنه بمنأى عن تداعيات هذا الصراع فهو مخطئ بعد توغله في اللعب بالنار، لا سيما عندما نربط هذه التطورات مع أحداث كبيرة تتزاحم في الشرق الأوسط.
وكانت الشرارة الأولى انطلقت يوم الأربعاء الماضي عندما قامت قوات ما يُسمّى «هيئة تحرير الشام»، وهي تحالف يهيمن عليه الفرع السوري السابق لتنظيم القاعدة، ومجموعات مسلحة إرهابية تدعمها تركيا وهي التي أعطت الضوء الأخضر لهجوم الأربعاء الماضي حسب «لوبارزيان».
ويُخشى من استحضار التشدّد الداعشي الى لبنان، وهو ما عمل الجيش اللبناني والمقاومة على القضاء عليه في وقت سابق، إذا امتدت الاشتباكات الى حماة وحمص وطرطوس واللاذقية ما سيؤدي إلى نزوح كثيف لمناطق مسيحية وشيعية ودرزية، ويُخشى من تطرف إسلامي داعشي يطرق الحدود اللبنانية بمباركة صهيونية تعبّد الطريق لامتداد «إسرائيلي» تحدث عنه نتنياهو في وقت سابق!
وفي خلاصة هذه الاحتمالات فإنّ انعكاسات الأحداث السورية قد تكون بنزوح سوري الى الداخل اللبناني لن يكون لبنان بمفرده ساحة لها… لكن الأمور يبدو أنها تتطوّر لمصلحة الجيش السوري الذي استطاع بدعم من حلفائه، أن يصدّ الهجمات الإرهابية تمهيداً لاستعادة المناطق التي سيطر عليها الإرهابيون.
والملاحظ هذه المرة أنّ كلّ الدول العربية من دون استثناء أدانت التحركات الإرهابية في سورية، وهذا ما يُبنى عليه في وأد هذه التحركات ومنع امتدادها إلى أيّ دولة مجاورة ومنها لبنان بالطبع حيث الجيش اللبناني ومعه المقاومة على أتمّ الجهوزية والاستعداد للتصدي وحماية لبنان من هذه المخاطر، تماماً كما حصل في عملية فجر الجرود عام 2017؟

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى