«الحملة الأهلية»: لموقف لبناني موحد يحمي الحقوق والإسراع في إعادة الإعمار
عقدت الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة اجتماعها الأسبوعي بحضور ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي المحامي سماح مهدي إلى جانب المنسق العام معن بشور والمقرّر د. ناصر حيدر، وأعضاء الحملة.
وقد صدر عن المجتمعين البيان التالي:
1 ـ يرحب المجتمعون بالإعلان عن تأسيس لجنة الإسناد المجتمعي في غزة بين الأخوة في حركة (فتح) وحركة (حماس)، ورأوا فيها خطوة هامة على طريق الانتصار على العدوان الصهيوني على قطاع غزة والمستمر منذ 14 شهراً، كما رأوا فيها خطوة على طريق الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تشكل سداً منيعاً بوجه كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية والتي جاءت ملحمة «طوفان الأقصى» لتعيدها إلى الصدارة في اهتمام العالم والتي كشفت عن بطولات شعبنا ومقاوميه في غزة وعموم فلسطين وكل جبهات المقاومة، كما كشفت جرائم العدو الصهيوني الإرهابي ووحشيته.
2 ـ أدان المجتمعون بقوة العدوان الإرهابي على مدينة حلب العاصمة الاقتصادية لسورية وذات البعد الحضاري والتاريخي الكبير في المنطقة والعالم، ورأوا في أي دعم لهذا العدوان أيّاً كانت أسبابه ومبرراته مشاركة صريحة فيه، وحيّوا الجيش العربي السوري الذي استطاع مع حلفائه أن يشكل سداً في وجه امتداد هذا العدوان إلى مناطق أخرى في سورية، كما حيّوا المواقف العربية والإسلامية والدولية المنددة بالعدوان الإرهابي الخطير الذي أكد أن الحرب على سورية هي حرب كونية منذ 14 عاماً، بل حرب تستهدف وحدة سورية ودورها القومي التحرري والداعم للمقاومة في المنطقة لا سيّما في فلسطين ولبنان وقبلهما في العراق، وهو ما يفسّر توقيت هذا العدوان الذي جاء بعد ساعات على تهديدات نتنياهو لسورية ورئيسها الدكتور بشار الأسد.
ورأى المجتمعون أن أيّ حلّ للمحنة التي تمرّ بها سورية يجب أن ينطلق من تحرير كلّ أرض سورية محتلة وعودة السيادة الوطنية لسورية كاملة إليها. وهو أمر لا يتحقق إلا بعمل ميداني يقوم به الجيش العربي السوري وحلفاؤه العرب والإقليميون والدوليون يتكامل مع حلّ سياسي وديبلوماسي يشرف على تحقيقه حليفا سورية في موسكو وطهران.
ودعا المجتمعون الدول العربية والإسلامية ودول العالم إلى التنديد بهذا العدوان الإرهابي الذي لا يشكل خطراً على سورية وحدها بل على عموم الأمة ودول الإقليم.
كما دعوا إلى رفع فوري لكل أشكال الحصار المفروض منذ سنوات على الشعب السوري العظيم.
3- أبدى المجتمعون اعتزازهم بانتصار لبنان بشعبه ومقاومته وجيشه على العدوان الصهيوني الغادر الذي تعرّض له لبنان على مدى سبعين يوماً ورأوا أن هذا الانتصار يوازي في عظمته وحجمه حجم التضحيات البشرية والمادية الكبيرة التي قدمها لبنان وفي مقدمها خسارة شهيد الأمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله (رحمه الله).
واعتبر المجتمعون أن الخروقات التي تعرّض لها اتفاق وقف إطلاق النار من جانب العدو الصهيوني، مؤشر على محاولة حكومة هذا العدو الإرهابي الإيحاء لجمهورها بأنها خرجت منتصرة من هذه الحرب مع لبنان وخاصة لعشرات الآلاف من مستوطني المستعمرات في شمال فلسطين المحتلة الرافضين العودة إلى المستوطنات لعدم ثقتهم بجيشهم وبقدرة حكومتهم على حمايتهم .
ورأى المجتمعون أيضاً أن الإنتصار في لبنان على «النصر المطلق» الذي وعد به نتنياهو الصهاينة مقدمة لانتصار مماثل يوقف العدوان على غزة بعد هذه الفترة الطويلة من الصمود الأسطوري والبطولات الاستثنائية.
4- رأى المجتمعون في الرد المدروس من المقاومة الإسلامية في لبنان على خروقات العدو الصهيوني بعد اتفاق وقف إطلاق النار تعبيراً عن قدرة المقاومة على الرد بقوة مع هذه المقاومة ومعه حكمتها باختيار شكل الرد ومكانه، كما عن تذكير العدو ومعه المجتمع الدولي أن هذا العدو يحتل منذ عقود أرضاً لبنانية في العرقوب وأن تحريرها من الاحتلال هو أحد البنود الرئيسية في القرار 1701 رغم تجاهل الكثيرين لهذا الأمر.
ووجه المجتمعون التحية لأهل العرقوب في مقاومتهم وتحركاتهم المستمرة منذ سنوات عبر هيئة أبناء العرقوب وغيرها من القوى الوطنية والإسلامية من العمل لتحرير مزارع شبعا وكفرشوبا، وقرروا عقد لقاء مع رئيس هذه الهيئة الدكتور محمد حمدان لعرض ما يملكه من وثائق تثبت حق لبنان في هذه الأرض.
5- توقف المجتمعون أمام اهتمام العدو الصهيوني بمسألة جنوب الليطاني مؤكدين نوايا هذا العدو التوسعية للسيطرة على نهر الليطاني بما يوفره من موارد مائية للعدو، وهو ما كشفت عنه الوثائق والخرائط والممارسات المستمرة لمنع لبنان من استثمار مياه الليطاني والتي أدت في يوم من الأيام إلى «وفاة غامضة» لمدير عام مؤسسة الليطاني ابن بيروت الشهيد إبراهيم عبد العال عام 1959، المعروف باهتمامه بهذا المشروع وبمنافعه على لبنان في مجالي الزراعة والطاقة.
وستجري الحملة جلسة خاصة حول موضوع «المخاطر الصهيونية على الليطاني» في ضوء ورقة سيقدّمها المناضل فؤاد رمضان بحثاً حول هذا الموضوع الخطير.
6- أكّد المجتمعون أن معركة إعمار ما هدمه العدوان والتعويض على عشرات الآلاف من المتضررين اللبنانيين، هي مهمة عاجلة للمجتمع كما للدولة، للدول العربية كما للعالم برمته، لأن إزالة آثار العدوان بالإعمار والتعويض على ذوي الشهداء هي جزء مكمل للمقاومة الباسلة التي أبداها «أولو البأس» في الميدان اللبناني، كما للصمود الأسطوري الذي أبداه شعبنا في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، كما في بيروت والشمال وجبل لبنان.
وإذ حيّا المجتمعون جهود «جهاد البناء» وإسراعها بالسعي لإعادة الإعمار ومساعدة المتضررين، دعوا الحكومة أيضاً إلى تحمّل مسؤولياتها إزاء المناطق المنكوبة عبر آليات لا تسمح لأي فساد أو هدر كما عرفه لبنان من تجارب مماثلة، ودعوا الدول العربية والإسلامية والصديقة إلى إنشاء صندوق عربي دولي لإعمار لبنان ليساهموا بالتخفيف من معاناة اللبنانيين.
7- توقف المجتمعون باهتمام أمام حادثة وفاة الصحافية الفرنسية مارين فلوهوفيتش في غرفتها في فرنسا، وهي التي كانت تعدّ فيلماً وثائقياً عن حرب الإبادة الصهيونية في غزة، بما يشير إلى احتمالات اغتيالها من قبل المخابرات الصهيونية كعادتها على اغتيال كلّ الأحرار الذين يسعون إلى كشف جرائمها منذ ان اغتال الصهاينة الكونت برنادوت المبعوث الأممي إلى فلسطين في سافوي 1948 لأنّ تقاريره إلى الأمم المتحدة لم تكن لصالح الإرهاب الصهيوني.