حميّة جال في النبطيّة: فتح 80 % من طرقاتها وستعود أجمل ممّا كانت بسواعد أهلها والحكومة
جال وزير الأشغال العامّة والنقل في حكومة تصريف الأعمال الدكتور علي حميّة، أمس في مدينة النبطيّة، للاطلاع على حجم الدمار الذي لحق بها جرّاء العدوان «الإسرائيليّ» الذي استهدفها بشكلٍ كبير، وأدى الى استشهادٍ أكثر من 110 مواطنين من أبنائها.
المحطة الأولى في الجولة، كانت في سرايا النبطيّة الحكوميّ حيث كان في استقبال حميّة، النائبان هاني قبيسي وناصر جابر، ممثّل النائب محمد رعد علي قانصو، المحافظ الدكتورة هويدا الترك ورؤساء اتحادات بلديّات وفاعليّات.
وبعد كلماتٍ ترحيبيّة بوزير الأشغال، قال حميّة «لقد زرت النبطية قبيل بدء العدوان الإسرائيليّ، وأطلقت حينها وزارة الأشغال ورشة تأهيل كلّ الطرقات، من دوّار كفررمان، واليوم هدف الزيارة هو القول أنّ الدولة مسؤولةٌ عن ناسها وأهلها أينما كانوا، ولا جميل لنا أن نأتي إلى النبطيّة أو صور أو بعلبك أو الهرمل، إنّما هذه واجبات الدولة اللبنانيّة بوزرائها، زيارة أهلها وناسها في مختلف المناطق التي تعرّضت للعدوان الإسرائيليّ الهمجيّ، وأن تقوم الحكومة اللبنانيّة بواجباتها».
وأضاف «في هذا الإطار تواصلنا مع سعادة المحافظ الدكتورة هويدا الترك صباح الأربعاء أي صبيحة يوم وقف إطلاق النار، وأخبرناها بأنّ وزارة الأشغال ستقوم بكلّ واجباتها من اليوم الأول وعلى مختلف الطرقات ومن ضمن موازنة الوزارة وهذا ما حصل، وتم تكليف المدير العام علي حبّ الله بملفيّ محافظتيّ النبطيّة والجنوب، لفتح كلّ الطرقات حتّى تلك داخل البلديات. صحيح أنّ الطرقات الأساسيّة من صلاحيّات وزارة الاشغال والطرقات الفرعيّة من صلاحيّات البلديّات، ولكن تمّ إعطاء التعليمات من الوزارة لفتح كلّ الطرقات، وتقريباً في محافظة النبطيّة أنهينا بحدود الـ80 بالمئة من فتح الطرقات وبقي 20 بالمئة».
وأعلن أمام نوّاب المنطقة، أنّنا على استعدادٍ وجهوزيّةٍ لفتح أي طريق في أي بلدة وخلال نصف ساعة، هذه هي التعليمات المعطاة للمدير العام للطرق والمباني، وهذا الموضوع هو من واجباتنا ومسؤوليّاتنا أمام أهلنا لدعم عودتهم إلى منازلهم وأرزاقهم وهي من واجبات الحكومة وهذا ما نقوم به، كذلك من واجباتنا على المستوى الوطنيّ وهو ما يجب أن نقوم به».
وتابع «لقد لزّمنا كلّ الطرقات في محافظة النبطيّة ومن ضمن موازنة الـ2024 وهذا ما تمّ كشفه من قبل الدولة حينها، ولم تتسنّ لنا الفرصة بسبب العدوان الإسرائيليّ أن ننفّذ 90 بالمئة بل نفّذنا 10 بالمئة»، مشيراً إلى «أنّ الـ90 بالمئة من هذه الأشغال أنجز، وتمّ تلزيمها وعندما يتحسّن الطقس ستبدأ الأشغال في شهريّ آذار ونيسان، وسنضيف طرقات جديدة في موازنة الـ2025 وبذلك يكون أمامنا ورشة كبيرة مطلع ربيع الـ2025، من موازنتيّ 2024 و2025. ونحن أيضاً على استعدادٍ لتلبية كلّ الطلبات ونضع كلّ إمكانات وصلاحيّات ومسؤوليّات وزارة الأشغال بتصرّفكم ولن نتردّد أبداً».
وأضاف «غداً (اليوم) سيلتئم مجلس الوزراء في مدينة صور، ولمكان الاجتماع رمزيّة كبيرة لما تعنيه صور ومحافظة الجنوب ومحافظة النبطيّة وما عانته من عدوانٍ إسرائيليّ، وعلى جدول الأعمال النظر بموضوع الأبنية الخاصّة المدمّرة، ولحظ عمل وزارة الأشغال التي لا تملك صلاحيّةً قانونيّةً لرفع ركام الأبنية الخاصّة من دون تكليفٍ من مجلس الوزارء بقرارٍ رسميّ، وبالتالي ننتظر غداً (اليوم) صدور تكليفٍ لمجلس الجنوب وللهيئة العليا للإغاثة على أساس رفع الركام من الأبنية وهو ما سيتمّ إطلاقه بعد قرار مجلس الوزارء».
ولفت حميّة إلى أنّه أعطى تعليماته لـ»فتح الأجواء اللبنانيّة ومطار رفيق الحريري الدوليّ أمام هبوط واستقبال الطيران العراقيّ»، مشيراً إلى أنّ «الخطوط العراقيّة طلبت معاودة استئناف الرحلات صبيحة يوم الأربعاء مع وقف إطلاق النار وفي اليوم نفسه أعطيت التعليمات بفتح المجال الجويّ اللبنانيّ لذلك ولكن كان لديهم بعض الترتيبات».
بعد ذلك جال حميّة وقبيسي وجابر والترك في مبنى بلديّة النبطيّة المدمّر، للاطلاع على حجم الدمار الذي خلّفته غارات الطائرات الحربيّة «الإسرائيليّة» وأدّت إلى استشهاد رئيس بلديّة النبطيّة الدكتور أحمد كحيل وعددٍ من أعضاء وموظّفي البلديّة.
كما كانت جولة في السوق التجاريّ المدمّر وفي حيّ الصالحيّة وحيّ الراهبات.
وبعد الجولة، قال حميّة «لا يمكن للعبارات أن تعبّر عن مشهد الدمار الفظيع هذا، والذي يؤكّد إجرام العدوّ وإرهابه ودمويّته، فهذا سوقٌ تراثيٌّ جرى تدميره، سوقٌ تجاريٌّ، ومدنيّون قضوا فيه، المنظر هنا يحكي عن نفسه».
وجدّد التأكيد «أنّنا كحكومةٍ ووزارة أشغال، أمام أهلنا وإلى جانبهم منذ اليوم الأول لوقف إطلاق النار وسنستمرّ، وننتظر من الحكومة قرارات في جلستها التي ستنعقد في مدينة صور وما يعنيه ذلك من رمزيّة لنقول إنّنا شعبٌ لا يستسلم ولا ينكسر، شعبٌ عصيٌّ على الموت وعصيٌّ على الفتنة ولكنّنا مستمرّون مع أهلنا وبما تطلبه منّا محافظة النبطيّة من خدمات».
وتابع «الحكومة اللبنانيّة فتحت باباً ورحّبت بأيّ مساعداتٍ خارجيّة مشكورة ولا مشكلة بذلك. بسواعد أهل النبطيّة وسواعد حزب الله وحركة أمل وبدور الحكومة الللبنانيّة، ستعود النبطيّة أجمل ممّا كانت».
وزار حميّة مقرَّ اتحاد بلديّات قضاء صور، بحضورِ النوّاب الدكتورة عناية عزّ الدين، حسين جشي وعلي خريس، محافظ النبطيّة الدكتورة هويدا مصطفى الترك، رئيس اتحاد بلديّات قضاء صور المهندس حسن دبوق، مسؤول حركة «أمل» في إقليم جبل عامل المهندس علي إسماعيل، أعضاء قيادة الإقليم ورؤساء بلديّات.
وتحدّثَ حميّة فأكّدَ أنَّ «الوزارة تقفُ إلى جانب الأهالي، وهي مسؤولة أمام ناسها وأهلها»، لافتاً إلى أنَّ «الحكومة اللبنانيّة، ومنذ اليوم الأول قبل الحرب، وضعت دراسات في محافظة الجنوب. ووفقَ الاعتمادات الموجودة، تم رصد مبالغ محدَّدة، ولكن نتيجةً للعدوانِ الإسرائيليّ لم يتم التنفيذ»، وقال «مع اليومِ الأول لوقفِ إطلاق النار، تم تكليف المدير العام الأستاذ علي حبّ الله العمل على فتح الطُرق في محافظة الجنوب على نفقةِ الدولة من دونِ تحديدِ سقفٍ للإنفاق من أجلِ ضمان سهولة عودة الأهالي إلى الجنوب. إنَّ الطُرق الداخليّة نحنُ نتحمَّلُ مسؤوليّةَ فتحها».