هل يرتبط سلاح المقاومة بمن يحكم سورية؟
أطلّ بعض الساسة اللبنانيين من مناوئي المقاومة بمواقف وتعليقات على التطورات السورية، ليقولوا إن دور سلاح المقاومة انتهى مع رحيل الرئيس السوري بشار الأسد وتنحّيه عن الحكم، فهل هذا الربط في محله؟
ليس من شك بأن سورية كانت عمق المقاومة وخط إمدادها وسندها، وأن المقاومة خسرت بما جرى في سورية، لكن لا علاقة لذلك بما إذا كان لبنان يحتاج سلاح المقاومة أم لا؟
دائماً يهرب خصوم المقاومة من تناول القضية ويذهبون إلى المشكلة، والمشكلة عندهم هي سلاح المقاومة وهم يحتارون كيف يحولون كل حدث إلى سبب لطرح التخلص من هذا السلاح، أما القضية التي تشغل اللبنانيين عندما يذكر سلاح المقاومة فهي حماية لبنان من عدو يملك أطماعاً بلا حدّ لها بلبنان ويجاهر بها علناً، ولا يستطيع أحد أن يناقش حجم عدوانيته وتوحّشه وإجرامه، ولا حجم ضعف المجتمع الدولي والقانون الدولي عندما يبلغ أعتابه، لتكون القوة هي المصدر الوحيد للحماية.
لطالما دعت المقاومة ومؤيّدوها إلى نقاش القضية ورؤية “المشكلة” في إطارها، لأن الإجماع على حماية لبنان والإجماع على أن ذلك يستدعي بناء القوة الحامية، وهذا يفترض أن يشكل نقطة انطلاق النقاش الجدّي والحريص وطنياً. ومن الطبيعي أن يتجه التفكير ببناء القوة نحو كيفية تنفيذ أحد بنود اتفاق الطائف الذي يقول ببناء الجيش بناء وطنياً وتزويده بكل الأسلحة اللازمة ليصبح قادراً على مواجهة مخاطر الاعتداءات والأطماع الإسرائيلية، وعدم الاكتفاء باختزال الطائف بالحديث عن حل الميليشيات واعتبار المقاومة إحداها.
على هامش هذا النقاش يفترض أن ينتبه خصوم المقاومة إلى أنها تجاوزت مرحلة الحاجة لخط الإمداد السوريّ، كما سبق وأعلن الأمين العام السابق لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله، عندما نصح الإسرائيليين بعدم إرهاق أنفسهم بالغارات على سورية تحت عنوان قطع خط الإمداد، مضيفاً أن المقاومة تصنّع الطائرات المسيّرة والصواريخ الدقيقة، وقد انتهى اعتمادها على خط الإمداد.