المقاومة السورية قادمة
ثبت بالدليل العملي، أنّ الحرب المقبلة يحدّد نتائجها، إنْ انتصاراً أو هزيمةً، ما يفعله طرفا الصراع في المساحة الزمنية التي يُقال لها، استراحة المحارب، وثبت بالدليل العملي أيضاً، أنّ العدو الصهيوني قام بعمل كبير، وإنجازات مهمة خلال هذه الفسحة الزمنية، بينما كنا، فيما يبدو، نائمين في العسل…!
إنّ من أدى إلى خلق المقاومة في لبنان سنة 1982 هو الاجتياح الصهيوني للبنان، وإنّ من سيفضي إلى خلق المقاومة السورية، هو الاحتلال «الإسرائيلي» للأراضي السورية الآن، نفس الظروف، ونفس المعطيات، وسيترتب عليها نفس النتائج…
عدم وجود جيش قادر على التصدي للغزو «الإسرائيلي»، خلق الظروف الموضوعية لانبثاق مقاومة خارج نطاق سلطة الدولة للتصدي للاحتلال، ونفس المعطيات والظروف في سورية ستؤدّي إلى انبعاث مقاومة في سورية، فغياب الجيش عن مهمة التصدي للعدو «الإسرائيلي» سيؤدي بالضرورة إلى انخلاق قوى غير رسمية للتصدي لهذا العدو، نقطة ومن أول السطر.
لن يصحّ إلا الصحيح، وستقلب المقاومة كلّ المعادلات، وستنبثق إلى الوجود فتريح جانباً كلّ الأصوات الناشزة، لن يصمد الانبطاحيون أمام طوفان المقاومة، لقد رمى بعض اللبنانيين جنود الاحتلال الإسرائيلي، مع بدء الغزو الصهيوني للبنان، عام 82، بالأرز ترحيباً وفرحاً وانتشاءً بالقوات الغازية، هؤلاء زبد ذهب جفاءً، كذلك يضرب الله الحق والباطل، فأما الزبد فيذهب جفاءً، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، كذلك يضرب الله الأمثال، لقد قضم نتنياهو أكثر بكثير مما يستطيع أن يبتلعه، وستقوم مقاومة في الأرض التي يحتلها الجيش «الإسرائيلي» في سورية، وسيكون هنالك تعاون وحالة من الاندماج والتماهي بين المقاومة اللبنانية والمقاومة السورية، وسيصبح خط العراق سورية هو خط الدعم والإمداد والإسناد.