المرأة تختبئ وراء الفواصل الجميلة
إنّ وراء وميض الكلمة الحلوة، والغزل الصادق، تختبئ المرأة العاشقة، تنتظر رجلاً نبياً قادراً على إنقاذها من الحزن، والدمع، والذبول؛ لا رجلاً متعجرفاً يأتي إليها منتقماً، وغاضباً، كما فعل المستشرق الصوفي «أريري» في إحدى رسائل حبّه، إذ يقول:
«… كلانا، أيتها المرأةُ الحبيبة، مروِّضٌ من نوع ما، فأنا قد روّضتُ الأسود، وأنتِ تروّضين الرجال.
ولأول مرّة وجدت أنّ السيف ليس بأقوى من الأهداب،
والرمحَ ليس بأشدَّ ضرراً من ظِفْرِ أنثى تغرزُه في ظهر رجلٍ في ساعةِ حبٍّ،
سأروّضكِ كما تُروَّضُ المُهْرةُ الجامحةُ…
وإذا ما وقعتِ بحبّي سأنتقم لكلّ أيام الذلّ والعذاب،
سأضربُكِ بالسَوطِ، وأهجرُكِ، وأبكيكِ، وأنا أموت حبّاً فيك».
إنه الفارق بين اثنين:
واحدٍ يأتيك من مشاتل الورد حاملاً منديلاً مطرّزاً بالياسَمين يلملم الدموع، وآخرَ يأتيك من حلبة الترويض شاهراً السَوطَ… الأول وُلد بين فاصلة وأخرى من أغنيات ابن ربيعةَ ونزار قباني وأنسي الحاج وغيرهم من الشعراء الذين يغتسلون، كلّ صباح، بماء الورد، فيما وُلد الآخر في مكان هشٍّ وبعيد.