أخيرة

تدمير الجيوش العربية…!

 

بغض النظر عن تبعية الأنظمة في المنطقة، أكانت تابعة تبعيّة جزئية أو تبعيّة مطلقة، لا يُراد لجيوش قوية قد تهدّد الهيمنة “الإسرائيلية” في المنطقة أن تبقى، تماماً كما لا يُراد لشعوب هذه المنطقة أن ترى الرفاه والارتقاء والوصول إلى درجات متقدمة من التصنيع والتطوير واللحاق بركب الحضارة، يريدون لهذه المنطقة، كيما تبقى مستتبَعة، لا تملك أمر نفسها، ولا تستحوذ على ناصية قرارها السياسي والسيادي، وبالتأكيد لا تمتلك من القوة ما يؤهّلها للدفاع عن ذاتها، أو التصدي للطامعين بأرضها ومقدساتها وثرواتها…
يريدون لهذه الشعوب ان تبقى جائعةً معوزةً تمدّ يدها طلباً للمساعدة فتعطى الفتات، وتبقى منشغلةً بلقمة العيش ولا يتأتّى للناس متّسع من الوقت أو الجهد للمطالبة بالعدالة والحرية والاستقلال وحكم ذاتها والتمرّد على أعدائها…
منطقياً، الجيش التالي على قائمة الجيوش المستهدفة هو الجيش المصري، لن يعدموا وسيلةً او سبباً، بل وسيخترعون الأسباب، وسيبتدعون كلّ الذرائع والتبريرات، وسيحيكون كلّ أنواع المؤامرات لاستدراج الجيش الأكبر في العالم العربي نحو التفكيك والتدمير حتى لا يبقى هنالك قوة قادرة على التصدي للأطماع الصهيوـ انجلوـ ساكسونية في بلادنا، وكيما يتوسع الكيان ويحقق أحلامه العفنة التلمودية في السيطرة على المنطقة واستعباد الشعوب العربية، الهواجس البارانوية التي تعتمل في العقل اليهودي تعتبر أن الجميع يتربصون باليهود كل متربّص، سواءً اولئك الذين هم في حالة سلام معهم، أو أولئك الذين يكنّون لهم العداء، وهم يضمرون سوء النوايا حتى للنظام المصري، على سبيل المثال، والذي عقد معهم اتفاقيات سلام منذ اكثر من أربعة عقود، فلا أحد يضمن استدامة الأمور…
هكذا يفكرون، فمن يضمن أن لا نستفيق في يوم من الأيام على نظام جديد معادٍ لـ “إسرائيل”، ولذلك فهم يستهدفون تدمير القوة العسكرية المصرية، وهم يتآمرون مع نظام الحبشة للتحكّم بالمياه التي تتدفق إلى مصر من نهر النيل، للتحكم بالقرار السياسي لمصر، ولابتزازها ولتقييد قدرتها على الممانعة والتفلّت من الأخطبوط الصهيوني.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى