ثقافة الطفولة/ المشهد الثاني
(…) حتّى مجلة «الأشبال» التي كانت تصدر بشكل متقطع، وكان بين عدد وآخرَ مِساحة زمنية متباعدة، هذه المجلة توقفت! ولم تبادر عمدة الثقافة إلى إصدارها عبر وسائل التواصل الإلكتروني، حيث حضور الأجيال القادمة لافت، ومتميّز، في هذا المجال، وندخل عبرها إلى عالمهم.
إنّ التوجه إلى أجيال المستقبل لا يكون عبر المخيمات فقط، ولا بحشدهم في المهرجانات الحزبية ليؤدّوا التحية، ولا يكون التوجّه إليهم فاعلاً فيما لو تخطّوا سنوات النضج، وفعلت الخصوصية العائلية والطائفية فعلها فيهم. التوجه الصحيح يتمّ عبر مخاطبتهم في سنوات الطفولة الأولى، في تأسيس عالم رمزي إيحائيّ خاصّ بهم، يتعاطون، عبره، مع السمكة الملوّنة، والأرنب، وكلّ الأشياء الجميلة التي يهدس بها الأطفال في يومياتهم، وفي أحلامهم.
قرأت مرّة لا أدري أين:
«انتقلنا من البيت القديم إلى الشقّة… من الحارة القديمة إلى المدينة الحديثة. وانتشل هذا الانتقالُ الطفلَ من الطبيعة، والهدوء… من كونٍ غارق في استقراره القديم. لكنّ الأطفال في هذه المدينة يذهبون إلى المدرسة، ويمكن أن يعوّضهم التلفزيونُ، والكتابُ، والمجلةُ، عن فتنة العالم القديم. تعوّد الطفل أن تكون له كتبه، وأن يقرأ، ويتصلَ بعالم الحيوانات والأشجار البعيدة، البعيدة عن طبيعة بلاده، وينتقلَ من جوّ الخُرافة إلى الدنيا المعاصرة، في قطاع محدود، وشريحة صغيرة. أخذ أدبُ الأطفال، وبرامجُ التلفزيون الموجّهة للأطفال، مكانَ حكاية الجَدّة والأمّ».
وغداً مشهد ثالث…