«الشعبية» تحيي الذكرى 57 لانطلاقتها بمشاركة «القومي»
بمناسبة الذكرى السابعة والخمسين لانطلاقتها، أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان، ذكرى انطلاقتها، بوضع إكليل من الورد على مأوى شهداء الثورة الفلسطينية في بيروت، دوار شاتيلا، بحضور ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي سماح مهدي إلى جانب قيادة الجبهة في لبنان، وبيروت ومخيماتها، وممثلي فصائل المقاومة الفلسطينية، والأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية، وشخصيات فلسطينية ولبنانية، وحشد من أبناء شعبنا.
بعد الترحيب بالحضور، والحديث عن المناسبة التي قدّمها نائب مسؤول المكتب للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان فتحي أبو علي، كانت كلمة الجبهة ألقاها مسؤول العلاقات السياسيّة في لبنان عبد الله الدنان، استهلّها بتقديم التحية للحضور، وللأرواح المحلقة في فضاءات المجد، للدم القاني يروي زهرة الحرية، للشهداء كل الشهداء الذين ارتقوا يعانقون الشمس، يتلون آيات النصر وترانيم الحرية، لمن رسموا بدمائهم خريطة الوطن، وعبّدوا بدمائهم طريق التحرير والعودة.
وقال: ”من رحم تراب الوطن المثخن بالجراح، ومن وجع النكبة وآلام اللجوء، من جرح غزة النازف، ونبض الضفة الثائر، من أنين القدس وأقصاها وكنيستها، من حجارتها الحزينة الرازحة في قيود الاحتلال، من عبق أرض فلسطين التاريخية، وفيض أشواق اللقاء وحنين العودة. جئنا إليكم أيها الشهداء نتنسّم عبير دمائكم الطاهرة، ونستظل بطيف أرواحكم. جئنا إليكم لنكلّل أضرحتكم بأكاليل الغار، ولنستمدّ منكم العزيمة والإصرار على مواصلة الدرب. من هنا وفي رحاب الذكرى السابعة والخمسين لانطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، نجدد العهد والوعد بأننا مستمرّون على الدرب ذاته، درب الحرية والمقاومة، حتى تحقيق كامل الأهداف التي قاتلتم من أجلها واستشهدتم في سبيلها. لن ننحني ولن ننكسر، رغم كل التحديات والمخاطر والصعوبات، لأننا أدركنا منذ البدايات الأولى طبيعة العدو وصعوبة المعركة، ومشاق الطريق، وحجم التضحيات التي تنتظرنا. ورغم كلّ ذلك آثرنا حمل الأمانة، والسير على طريق الجلجلة، فكنا وسنبقى أوفياء لدماء الشهداء وتضحيات شعبنا.
في الحادي عشر من كانون الأول عام 1967، كانت الانطلاقة التي شكلت إضافة نوعية في معادلة الصراع مع العدو الصهيونيّ، فقدّمت الجبهة خلال مسيرتها النضالية الطويلة أنموذجاً يُحتذى في المسلكية الثورية النقية والإبداع الكفاحيّ العريق. فكان لها شرف مطاردة العدو في كلّ مكان، في البر والبحر والجو، وحققت العديد من الإنجازات النوعيّة، ونفذت عشرات العمليات البطولية التي سيسجلها التاريخ بأحرف من نار ونور. وقدّمت على طريق التحرير والعودة قافلة طويلة من قادتها المؤسّسين، وكوادرها الميامين، ومقاتليها الأبطال. واستمرّت ثابتة راسخة كجبال الكرمل وزيتون الجليل، جذرها يمتدّ عميقاً في رحم الأرض وفرعها يعانق السماء. وستبقى الجبهة وفية لصدقية الدم والقيد والحلم والحرية.
نلتقي اليوم في رحاب الذكرى السابعة والخمسين لانطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة والعالم مخاضاً عسيراً وتحديات مصيرية، في ظلّ تصاعد واستمرار حملة الإبادة الجماعيّة التي يشنّها الاحتلال بحقّ شعبنا في قطاع غزة، وجرائمه الوحشية في القدس والضفة، ومخططات التهجير والاقتلاع التي يواجهها شعبنا بكلّ صلابة وشجاعة، في مواجهة أعتى قوى الظلم والشر والعدوان، بهدف تصفية القضية الفلسطينية والانقضاض على عموم المنطقة بهدف إعادة تكوينها وفقاً للمشيئة الصهيونية الغربية الاستعمارية، الهادفة للهيمنة على مقدرات شعوب المنطقة، ومنعها من تحقيق تطلعاتها في التحرّر والتقدّم.
وفي الذكرى السابعة والخمسين للانطلاقة، يهمنا أن نؤكد ما يلي:
– رغم كلّ الجراح والآلام وحجم التضحيات والصعوبات، فإن شعبنا لن يخضع ولن يستكين، وسيبقى متمسكاً بخيار المقاومة بكافة أشكالها، وبحقوقه الوطنية والتاريخية، مهما طال الزمن ومهما بلغت التضحيات.
– ندعو جماهير الأمة إلى الاستيقاظ من سباتها، وإدراك حجم المخاطر التي لا تهدد القضية الفلسطينية فحسب، بل تهدّد كل أقطار المنطقة وشعوبها.
– أمام حجم المخاطر والتحديات، وفي الذكرى السابعة والخمسين للانطلاقة، وباسم كل أحرار وشرفاء شعبنا وأمتنا، نجدد نداءنا، ونعلي صرختنا من أجل وحدة فلسطينية حقيقية وراسخة، لحماية شعبنا وقضيتنا من أخطار التصفية والتبديد والضياع.
– ندعو إلى حشد كل الجهود والطاقات في مواجهة الاحتلال، وعلى مختلف المستويات السياسية والكفاحية والدبلوماسية، والاستمرار في ملاحقة قادته وضباطه وجنوده ومستوطنيه أمام كافة المحاكم الدولية والمؤسسات الحقوقية والقانونية.
– نؤكد أن معيار الإنسانية والقومية الحقيقية، هو الالتزام بقضية فلسطين والإيمان بضرورة تحريرها، وبأن الكيان الصهيونيّ هو العدو الأول للأمة، وأن مقياس العلاقة التي حكمتنا وستحكمنا في المستقبل مع أي مكوّن أو دولة هو مقياس عدائها للكيان الصهيوني والقوى الاستعمارية الغربية.
وختم: في الذكرى السابعة والخمسين للانطلاقة، نتوجّه بتحية اعتزاز وإكبار إلى شهداء المقاومة في لبنان، الذين استشهدوا على طريق القدس، وفي مقدّمهم سيد شهداء المقاومة، أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله وإخوانه من قادة المقاومة، وإلى عموم الشعب اللبناني الشقيق، الذي احتضن وما يزال القضية الفلسطينية، وقدم في سبيل ذلك التضحيات الجسام من دماء أبنائه وعذابات مواطنيه، ونخصّ بالتحية أهلنا في الجنوب المقاوم وضاحية الإباء والبقاع الأشم، إلى كل الشهداء والجرحى ولكل من دُمّرت بيوتهم وقراهم. ونقول لكم إن الشعب الفلسطيني، هو شعب الوفاء الذي لن ينسى لكم تضحياتكم.
التحية لكل الشرفاء في أمتنا وأحرار العالم.
التحية لأسرانا البواسل القابعين في زنازين الاحتلال، وإلى نسر الحرية الأمين العام للجبهة الرفيق القائد أحمد سعدات ورفقائه.
التحية لكم أيها الشهداء، يا قناديل الحرية ومشاعل النصر. لكم الشمس… لكم القدس… والنصر وساحات فلسطين.
وإننا حتماً لمنتصرون.