ثقافة الطفولة / المشهد الثالث
(…) تقول إحدى المهتمّات بأدب الأطفال:
«يحدث أن نحسّ بالرضا على الحياة، كأننا قرب فرح مجهول، وننتبه إلى الألوان والهواء والشمس. وعندئذ يمتدّ الصفاء بيننا وبين الأطفال. نكتشفه ونتمنّى أن نضعه على أكفّنا ونرفعه. فعلى أية درجة من الرحابة، والرقّة، والعذوبة، ومن الوعي ووضوح الرؤية، نكون أو يجب أن نكون، كي نكتب للأطفال»؟
بدءاً من هذه المشاهد البانورامية الملوّنة والجميلة، ومع نمو الطفل الجسدي والفكري، تترسّخ في وعيه قصص حميمة، ودافئة، وجميلة، وموحية، تنعكس، أولاً، على شخصيته الفردية، وثانياً على شخصيته المجتمعية! وبمرور الأيام، ينتمي هذا الطفل إلى نادي الكبار، وقد حصّنته تلك القصص بقيَم الحقّ والخير والجمال ثالوث مدرحية سعاده، وذوّقت خياله، وأسّست مخاطبته بأسلوب أكثر رقيّاً، وأكثر التزاماً، وأكثر فائدة.
إنّ مكتبة الحزب زاخرة بالدراسات المفيدة والقصائد الجميلة،
وعلى رفوفها تقف مئات الكتب التي تبحث في تاريخ الحزب، ومؤسّسه، وصراعات الأمُة، ولكنّ واحداً من كلّ هؤلاء الدارسين والمفكرين، والشعراء، لم يلتفت إلى أبناء هذه الأمة الذين هم من أبناء الحياة! وإن وُجدتْ بعض هذه القصص فأنا لم أسمع بها، باستثناء مجموعة كتبها الراحل غسان طربيه، وهو رفيق لنا من اللاذقية.
وغداً المشهد الأخير.