ليَكُن الحوار بوصلة سورية اليوم
أهمية الحوار في السؤال الذي يطرح، وليس في الإجابات التي يتلقاها المتحاورون.
كلّ حوار له هذا الطابَع، لأنّ السؤال هو الطريق إلى المعرفة، ومن يرفض الحوار يعني أنّ لديه أفكاراً جامدة، وأنه لا يريد أن يعرف، وأنه ديكتاتوري، ومسطح، وفارغ، وجاهز لرفض الآخر.
المثقف يواجه، ويتحدّى، ويفسح في المجال للعقل المبدع، لأنّ الأفكار الجديدة والصحيحة هي التي تنتصر في النهاية مهما كان الحوار قاسياً.
المؤمن بما يفكّر يترك بصماته على مستقبل الوطن الذي يحلم به ويريده.
المؤمن بأرضه، بوطنه، بتاريخه العمره قرون، لا يعيش على الهامش، ولا على أطراف وطنه، ولا بين الإذاعات والمحطات الفضائية والصحف الصفراء المموّلة من يهود الداخل والخارج.
أخيراً، المحاور لا يتلقى الأوامر، لا تولد أفكاره في رحم الآخرين، لا تُملى عليه الأسئلة: السؤال هو صناعة ذاتية، وطنية، إبداعية، حتى ولو جاء طعمه كالخبز المحروق، وإن لم يكن السؤال كلّ ذلك دخل في غربة طعمها مرّ.