ميقاتي أمام قمّة الدول الثماني النامية: لمساندة لبنان في مسيرة إعادة البناء
دعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي منظّمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي إلى دعم لبنان على تخطّي محنته ومساندته في مسيرة إعادة البناء وتحفيز مسار التنمية المستدامة.
دعوة ميقاتي جاءت في كلمةٍ له خلال قمّة الـ11 للمنظّمة في مصر، قال فيها «آتٍ اليوم من بيروت، تلك العاصمة الصامدة، عاصمة كلّ العرب، العاصمة التي تعاني بصبرٍ وإيمانٍ بأنّ المستقبل سيكون أفضل. ولولا جهود جميع الأشقّاء والاصدقاء، ومحبّة الشعوب العربيّة والإسلاميّة قاطبةً، لما استطاع لبنان مواجهة التحدّيات الكبرى. وهو اليوم يعوّل كثيراً على وقوفكم إلى جانبه في محنته المستجدّة، لكيّ يستطيع أن ينهض من جديدٍ ويتخطّى المصاعب الكبيرة التي تواجهه، بدءاً بمعالجة تداعيات العدوان الإسرائيليّ الأخير».
أضاف «أيّها الحفل الكريم، جئتكم اليوم من بلدي لبنان برسالة أمل بأنّنا كنا وسنبقى شركاء فاعلين في كلّ اللقاءات التي تجمع دول العالم للبحث في الهموم المشتركة والسعي لحلّ الأزمات المتراكمة. لكن هل يستقيم الحديث عن التعاون الاقتصاديّ، فيما يستمرّ العدوان الإسرائيليّ على لبنان وسورية وغزّة، حاصداً الشهداء والجرحى والدمار غير المسبوق في كلّ القطاعات؟ هل يستقيم الحديث عن التنمية ونحن نشهد كلّ يومٍ انتهاكاً جديداً لحرمة أرضنا وسيادتها؟».
ورأى «أنّ المدخل الحقيقيّ لولوج باب التنمية يبدأ باحترام الشرعيّة الدوليّة وتطبيق القوانين والمعاهدات والقرارات ذات الصلة بدءاً من القانون الدوليّ الإنسانيّ والضغط على إسرائيل التي تواظب على عدوانها التدميريّ الذي لم يوقف عجلة التنمية في لبنان فحسب، بل أعاد الكثير من القطاعات سنواتٍ طويلة إلى الوراء»، مشيراً إلى أنّه بلغ عدد القتلى خلال الفترة الماضية في لبنان ما يزيد على 4 آلاف شهيد، بينهم 290 طفلاً و790 إمرأة و241 من العاملين في القطاع الصحيّ والإسعاف وأكثر من 14 ألف جريح. كما تسبّب العدوان بتهجير أكثر من مليون نسمة خلال ساعات من منازلهم».
وتابع «وبحسب تقديرات البنك الدوليّ فإنّ كلفة إعادة الإعمار تحتاج إلى ما لا يقلّ عن خمسة مليارات دولار منها ملياران ومئة مليون دولار لإعمار وتأهيل أكثر من 100 ألف منزل ووحدة سكنيّة تدمّرت بفعل العدوان، وكذلك إعادة تأهيل المنشآت الحيويّة مثل محطّات ضخّ المياه والمستشفيات والمدارس وأبراج الاتصالات».
ولفت إلى أنّه «الآن وقد بدأنا بعمليّة مسح الأضرار، نقدّر كلفة الحرب على الاقتصاد والبيئة والزراعة، أعلى بكثير حيث أدّى العدوان إلى حرق آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعيّة والحرجيّة وتدمير سبل العيش لمئات الآلاف من اللبنانيين وتهجيرهم من قراهم ومدنهم مخلّفاً أكبر حالة تهجير في تاريخ لبنان».
وشدّد على «أنّ سبل التنمية لا تستوي إلاّ بوقف الحروب المدمّرة وانسحاب الجيوش المحتلّة وتحقيق العدالة للشعوب وتحديد مصيرها واكتساب استقلالها وبسط سيادتها على كامل أراضيها. فلا تنمية من دون عدالة»، مضيفاً «إنّ التنمية أيضاً هي فعل تعاون وعمل مشترك، لذلك نعوّل على مؤتمركم اليوم لدعم لبنان على تخطّي محنته ومساندته في مسيرة إعادة البناء وتحفيز مسار التنمية المستدامة».
وأكّد «موقفنا الثابت بالالتزام بالقرارات الدوليّة ولا سيّما القرار 1701».
وتوجّه ميقاتي إلى السيسي بالقول «السيّد الرئيس، ختاما لا بد لي من التذكير بالموقف الثابت الذي عبّرتم عنه خلال العدوان الإسرئيليّ حيث قلتم لي شخصيّاً «مصر تدعم لبنان بالكامل وتقف إلى جانبه في هذه الظروف الدقيقة، وترفض المساس بأمنه أو استقراره أو سيادته ووحدة أراضيه. وهذا الموقف يُحفظ للتاريخ في سجلّ العلاقات الأخويّة الصادقة بين مصر ولبنان وشعبيّ البلدين».