وقفة احتجاجية في سوق الوسط التجاري للنبطية طالبت بدفع التعويضات والكلمات تدعو للتضامن الوطني وتطالب بحضور أكبر للدولة في الجنوب
مصطفى الحمود
نظمت جمعية تجار محافظة النبطية وقفة احتجاجية في سوق الوسط التجاري لمدينة النبطية الذي دمرته الغارات الجوية الاسرائيلية ابان العدوان الاخير على لبنان، لرفع الصوت ومطالبة الحكومة اللبنانية والإدارات المعنية بالتسريع في دفع التعويضات للمؤسسات والمصانع والمحلات التجارية والمهن الحرة والصيدليات ومربي الدواجن والنحل والمواشي والتعويض على المحتويات، وذلك لما فيه مصلحة بإعادة العجلة الاقتصادية على مساحة الجنوب .
شارك في الوقفة النائب هاني قبيسي، علي قانصو ممثلاً النائب محمد رعد ، ممثل النائب ناصر جابر مدير مكتبه محمد حجازي، ممثل رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق محمد شقير الأمين العام للهيئات نقولا شماس، نائب رئيس الاتحاد العمالي العام حسن فقيه، ممثل محافظ النبطية الدكتورة هويدا الترك قائمقام حاصبيا رواد سلوم، ممثل “حزب الله” في النبطية محمد سلوم، رئيس بلدية النبطية المهندس خضر قديح، رئيس الجمعية التنظيمية لتجار النبطية محمد بركات جابر، رئيس رابطة أطباء الأسنان في النبطية الدكتور عصام غزال وشخصيات اقتصادية ونقابية وتجار .
كلمة الترك
بعد النشيد الوطني، والوقوف دقيقة صمت على ارواح الشهداء، وكلمة ترحيب وتعريف لمحمد بيطار، ألقى سلوم كلمة محافظ النبطية، فقال: “أشكركم على حضوركم، إلى عاصمة محافظة النبطية لأنها تستحق منكم هذه اللفتة التضامنية الكريمة، التي تنمّ عن وافر محبتكم وثقتكم وحرصكم على عودة اقتصادها المحلي إلى أفضل مما كان، ليؤدي دوره على الصعيد الوطني والمناطقي”.
اضاف: “نجتمع اليوم في حضرة مدينة النبطية لنتشارك معكم رفع ملامح الأسى، ورفع مطالب كافة أطيافها من تجار وأصحاب مؤسسات صناعية وتجارية وسائر المهن الحرة والقطاعات التي تضرّرت جراء العدوان الإسرائيلي. لذلك أضمّ صوتي إلى صوت كلّ منهم، وأنا على استعداد للقيام بأيّ خطوة والمطالبة بأيّ دعم لإنصافهم، والتعويض عليهم سواء بالبناء أو الموجودات والتجهيزات، لأن خسارتهم كبيرة”.
وتابع: “على الرغم من هدم العدو للمنشآت والمساكن والدساكر وإلحاقه أشدّ الأضرار، إلا أنه لم يستطع خفض عزيمة أهلنا. لكن المطلوب اليوم الأفعال وليس الأقوال، المطلوب التعويض العاجل على المتضررين لتعود الدورة الاقتصادية أفضل مما كانت”.
قديح
من جهته، قال رئيس بلدية النبطية: “نجتمع هنا لنرفع الصوت للحكومة اللبنانية والإدارات المعنية بملف دفع التعويضات للتجار وأصحاب المحال عن البضائع ومحتويات محالهم، والتي هي رأسمال التجار والأساس في الاستثمار والاستمرار لمصلحة اعادة العجلة الاقتصادية، وكذلك للحفاظ على ارزاقهم ومصدر عيشهم بحياة كريمة”.
أضاف: “ان بلدية النبطية معكم والى جانبكم للنهوض والمساعدة والمشاركة في إعادة الحيوية للوسط التجاري لمدينة النبطية والتي لطالما كانت مقصداً من كافة أبنائها وسكان المناطق المجاورة بعد هذا العدوان الغاشم، آملين ان يصل صوتنا الى الإدارات المعنية وان يثمر نتائج تكون عوناً لأهلنا التجار من أصحاب المحال والمؤسسات المتنوعة والمختلفة”.
شميساني
وقال رئيس جمعية تجار النبطية موسى شميساني: “من مدينتكم النبطية، تدعوكم جمعية تجارها كما أهلها المنتصرون، الى معاينة آثار العدوان في المدينة والجوار لنُحمّلكم أمانة إيصال تمنياتنا إلى الحكومة اللبنانية وإلى كافة الوزارات والمعنيين للعمل على:
أولاً: الإسراع برفع الأنقاض والردم من قلب النبطية.
ثانياً: إعفاء أصحاب العقارات المتضرّرة من محال ومؤسسات تجارية وغيرها من الرسوم المتوجبة لإعادة البناء.
ثالثاً: إعفاء أهالي الشهداء من الرسوم المتوجبة على انتقال الملكية وتسهيل الإجراءات الإدارية.
رابعاً: إقرار تسويات وإعفاءات ضريبية للمؤسسات والمحال التجارية للحدّ من الخسائر التي تعرّض لها التجار جراء العدوان.
خامساً: التعويض الزراعي على المزارعين ومربي الدواجن والمواشي والنحالين.
سادساً: إلغاء الرسوم الثابتة على فواتير الكهرباء والمياه والهاتف.
سابعاً: التعويض على المصانع والمؤسسات والمحال التجارية والعيادات ومكاتب المهن الحرة والصيدليات عن كل الأضرار التي لحقت بها”.
أضاف: “دعوناكم يا أصحاب المقامات الرفيعة لنطالب وإياكم بتطبيق هذه البنود التي ذكرناها على كلّ المناطق المتضرّرة من جراء الإعتداءات الإسرائيلية، على أمل أن تقوم الهيئات الحكومية والجهات المانحة بالإسراع في إعطاء التعويضات لمستحقيها، كما إعادة الإعمار لكي تعود النبطية لسابق عهدها منارة الجنوب”.
شماس
وأعلن ممثل رئيس الهيئات الاقتصادية تضامنها مع تجار محافظتي النبطية والجنوب، وقال: “النبطية ستقف شامخة مجدّداً، انها حصرم في عين العدو، ومن هنا نطالب الدولة بالتحرك، والمطلب الأول الذي نعلنه من هنا ان تحضر الدولة اللبنانية على الأرض، فمن غير المعقول ان يعود الأهالي من اليوم الأول بنداء من الرئيس نبيه بري بكلّ اعتزاز وعنفوان ونجد انّ الدولة ما زالت غائبة والنبطية وسائر المناطق المنكوبة لم تعد قادرة ان تنتظر أكثر، فدور وحضور الدولة مهمّ وأساسي جداً”.
صالح
بدوره، قال رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب محمد صالح: “بداية أتوجه باسم غرفة صيدا والجنوب وباسم أصحاب القطاعات المنتجة، بأحرّ التعازي بالشهداء الذين سقطوا في هذه المدينة الصامدة، وفي كل مدينة وقرية في الجنوب وكل لبنان بفعل العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي نقف الان على بصماته الهمجية التي طالت الإنسان وكل ما هو متصل بحياته واقتصاده وصناعته وزراعته”.
أضاف: “انّ المشهد الماثل أمامنا في النبطية وصور وبعلبك هو عيّنة عن الطبيعة العدوانية الإسرائيلية التي رغم غطرستها، عجزت عن كسر إرادة أبناء هذه الأرض في استكمال صناعة حياتهم العزيزة والكريمة”.
وتابع: “إننا نعلن وقوفنا الى جانب أصحاب القطاعات المنتجة في النبطية كما في كافة مناطق الجنوب، وكلّ منطقة تضررت بفعل العدوان الإسرائيلي، وتبني كلّ مطالبهم المحقة لجهة الإسراع بالتعويض عن الخسائر التي لحقت والبدء فوراً بإنجاز مخطط لإعادة إعمار ما تهدّم. وفي هذا الإطار، نشيد بما أعلنه دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري لجهة مطالبته بتأمين قروض لأصحاب المهن الصغيرة والمتوسطة”.
قبيسي
أما النائب قبيسي فقال: “من بين الركام ينبلج فجر الحرية والصمود ومن لم تهزمه الدبابة لن ينهزم امام كومة تراب خلفتها الغارات الصهيونية الحاقدة. نلتقي اليوم لنؤكد أنّ حجم المعاناة كبير على المستوى الاقتصادي والمعيشي، ولا بدّ لنا من أن نوجه تحية للشهداء والجرحى الذين افتدوا بأرواحهم الجنوب. من ساحة مدينة النبطية، أوجه التحية لبيروت ولكلّ المناطق التي استقبلت أهلنا على مساحة لبنان، راعية مهتمّة بكلّ شؤونهم خلال نزوحهم القسري جراء الحرب الهمجية”.
أضاف: “لقاؤنا اليوم يشكل بارقة أمل بتضامن وطني جديد، فتجار بيروت يستشعرون الخطر المحدق بالجنوب وتجاره وأهله. لكلّ الذين رفعوا أصواتهم اليوم مطالبين بحقهم في التعويض، اقول بأنّ كلّ هذه اللقاءات التي تجمعنا في هذه المنطقة ما هي إلا إصرار على رفع الصوت كي نكون الى جانبكم بكل معاناتكم حتى لا يتكرّر ما حصل عام 2006 عندما تُرك التجار والصناعيون والمؤسسات دون تعويضات، والتي اقتصرت على وحدات سكنية”.
وتابع: “نحن هنا اليوم لنرفع الصوت للحكومة اللبنانية والجهات المانحة بأننا هنا زرعنا أجساد شهدائنا، من هنا نسمع أنين الجرحى ومعاناتهم لنقول بأننا يجب ألا نكون متفرّقين كلبنانيين كما فعل بعض العرب بترك قدسهم وجامعتهم العربية ووقفوا متفرّجين ودول عربية تدمر واحدة تلو الأخرى”.
وأردف: “نقف اليوم لنرفع صوتكم جميعاً الى الحكومة بوزرائها وهيئاتها لإنصافكم واقرار التعويضات، لم نأت الى هنا لالتقاط الصور بل لنقول للحكومة اللبنانية بأنك مسؤولة عن أبناء الجنوب الذين قدّموا الدماء عندما تخلّت الدولة عنهم وترك الجنوب دون حماية. لقد زارنا وزراء في الحكومة مشكورين ولكن ما يهمّنا هو القرارات التي تتخذ بشأن التعويضات على كلّ من تضرّر إن كان الضرّر صغيراً أم كبيراً، مؤسسة تجارية او محلاً او مصنعاً او مهنة حرة، الخسائر كبيرة والمواطن يتألّم، لذا نطالب مجلس الوزراء بأن يلامس جرح المواطن والتاجر محاولاً مداواته لأننا نرى بعض الإشارات في غير مكانها من إقفال لفروعها في مدينة النبطية كأنها شريكة في عقاب أهلنا في المدينة بتركها في وقت صعب”.
أضاف: “إننا نكثف من لقاءاتنا لنقول لاخوتنا ممن رفع صوته بأننا لن نكون هنا يوماً إلا لرفع الصوت الى جانبكم من أجل إيصال صوتكم ومطالبكم، ولعل التضامن الوطني يكون أفضل من التضامن السياسي على مساحة الدولة. وكما استقبلتم أهلنا الذين هُجروا من الجنوب إننا بحاجة الى وقفة تضامن من القادرين على مساحة الوطن لنعيد الحياة الى ركام سينصب يوماً أبنية شاهقة في مدينة النبطية، تصرخ بإسم المقاومة وبإسم الشهداء لنقول لكلّ العالم لن يهزمنا الركام وسننتصر”.