أولى

جنين ومعادلة السلطة

 

ماذا يمكن أن تشعر عندما نسمع أن واشنطن تستأذن سلطات الاحتلال لتزويد السلطة الفلسطينية بمعدات وتجهيزات لمؤازرتها في عمليتها المواجهة ضد فصائل المقاومة في مخيم جنين، وعندما نقرأ أن سلطات الاحتلال تدرس تقديم الدعم اللازم لأجهزة السلطة؟
ما كان معلوماً قبل ذلك أن جيش الاحتلال حاول خلال حرب غزة أكثر من عشر مرات الدخول إلى مخيم جنين وتصفية فصائل المقاومة، وأن الحملات التي حققت بعض النتائج وأصابت المقاومة ببعض كوادرها وألحقت بها خسائر تراوحت من حملة إلى أخرى، قد فشلت في تحقيق الهدف.
ما هو معلوم أكثر أن كيان الاحتلال لم يقدم للسلطة الفلسطينية أي مكاسب تحفظ لها ماء وجهها أمام شعبها، بما يبرّر القيام بتقديم هذه الخدمات المجانيّة للاحتلال بإلحاق الأذى بقوى المقاومة، بينما الاستيطان يتغوّل ويتوسّع دون رادع، وسلطات الاحتلال تستولي على مخصّصات السلطة الفلسطينية المالية، وترفض التحدّث ولو من باب رفع العتب عن عملية سياسية تفاوضية وفق اتفاق أوسلو، بل إن الكنيست قام بالتصويت بأغلبية كاسحة على اقتراح تشريعي للحكومة يعتبر أن مجرد القبول بالموافقة على إقامة دولة فلسطينية من أي دولة في العالم بمثابة إعلان حرب على الكيان.
حملة أجهزة السلطة على المقاومة في جنين خسائر كاملة بلا أرباح، في زمن يحتاج فيه الفلسطينيون إلى وحدتهم وإلى كل قطرة دم وعرق في معركة تستهدف الكل الفلسطيني ولا تريد أن ترى الفلسطيني إلا ميتاً سواء كان في السلطة أو في المقاومة، طفلاً أم شيخاً، ذكراً أم أنثى.
من غير الجائز بينما نسعى لإقناع شعوب العالم بمساءلة حكوماتها على مواقفها من القضية الفلسطينية أن تُقدِم السلطة على القيام بأخطر إصابة للقضية تمنح الجميع الفرصة لأن يقولوا هل تريدنا أن نصدق وجود مقاومة فلسطينية بينما السلطة الفلسطينية المنبثقة عن منظمة التحرير الفلسطينية المعتبرة ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني تصنف الذين تسمّونهم بالمقاومين بمجرد خارجين عن القانون وجبت ملاحقتهم وقمعهم كما تقول سلطات الاحتلال عنهم؟

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى