ثقافة وفنون

«الجدار غير الأخير» للتشكيلية الفلسطينية رفيدة سحويل في دير البلح

 

رغم صوت الطائرات الحربية وأثر الدمار، افتتحت الفنانة الفلسطينية التشكيلية رفيدة سحويل معرضها الفني السادس “الجدار غير الأخير” في قاعة جمعية المنال في مدينة دير البلح.
يُعدّ هذا المعرض استمراراً لرؤية بدأت بعرض أول في مستشفى شهداء الأقصى، حيث قدّمت الفنانة لوحات جديدة تُبرز التحديات والآمال التي يعيشها الفلسطينيون يومياً. بدعم من مؤسسات ثقافية محلية ودولية، يسعى المعرض لتقديم رسالة مفعمة بالصمود والإبداع.
ويعكس المعرض فكرة أن الجدران ليست فقط حواجز، بل أيضاً رموز للإبداع والحرية. وقال منسّق المعرض “نأمل أن يكون هذا العمل الفني بداية لمزيد من التواصل الثقافي مع العالم.»
«الجدار… مرآة للأمل والمعاناة»
تُبرز لوحات المعرض علاقة معقدة بين الألم والرجاء. وعلّقت سحويل قائلة: “الجدار في أعمالي ليس نهاية، بل بوابة للحلم والحرية. أحاول أن أُبرز الهشاشة والشفافية في كل تفصيلة، كرمز للثبات رغم الألم.»
الجدران في أعمال التشكيليّة سحويل ليست مجرد كتل إسمنتية، بل شاهدة على قصص أجيال وشعارات حلمت بالتغيير. المعرض يُعطي للجدران حياة جديدة، إذ تحوّلت إلى منصات يكتب عليها الزوار رسائلهم الخاصة، ليصبح الجدار مساحة تفاعلية للتعبير الجماعيّ.
وتضيف سحويل أن اختيار قاعة جمعية المنال لعرض الأعمال الفنية لم يكن مصادفة فتقول: “حين تُهدم أماكن الفن، يتحول كل موقع إلى منبر للصمود. اخترنا هذه القاعة لنؤكد أن كل ركن يمكن أن يصبح منارة ثقافية تُشع بالأمل.»
وأضافت: “الفن هو طريقنا لإعادة الحياة إلى الأماكن التي تُعتبر شاهدة على الألم، وتحويلها إلى رمز للكرامة والتحدي.»
ووصف الكاتب حسام معروف المعرض بأنه “مساحة للبحث عن الذات الفلسطينية بين الدمار.” وقال: “كل لوحة تعكس التحديات اليومية، لكنها تقدم الأمل كخيار لا مفر منه. رفيدة تُظهر في أعمالها أن الجدران ليست نهاية الطريق بل بداية حكاية جديدة.»
وأبدت زهرة كساب، إحدى الحاضرات، إعجابها قائلة: “الأعمال الفنية تجعل الجدار يتحدث بلغة عاطفية. رفيدة نقلت الجدران من كونها رمزًا للعزلة إلى منصة حوار مع العالم.»
أما هديل حميد من زوار المعرض فأشارت إلى أن: “هذا المعرض يوثّق حكايات مكتوبة بالألوان. كل عمل يُعيد تشكيل حكايات الناس وصمودهم. إنه تذكير بأن الفن قادر على استعادة الكرامة حتى في أصعب الظروف.»
ويُعتبر هذا الحدث فرصة فريدة للجمهور المحلي والدولي لاكتشاف جماليات الإبداع في غزة، والتواصل مع حكايات إنسانية تُلامس القلوب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى