تهديد نتنياهو واليمن
– يخوض بنيامين نتنياهو غمار تحدٍّ لا يعرف كيف سوف يخرج منه، لأن المنازلة التي تورّط فيها مع اليمن لا تنطبق عليها ظروف غزة ولا لبنان ولا سورية، ولا يفيده كثير الكلام ليحقق النصر المزعوم.
– يقول نتنياهو إنه سوف يدمّر البنية التحتية في اليمن، ويجعل اليمن غزة ولبنان وسورية، لكنه يعلم أنّه بفعل المسافة البعيدة لا يستطيع أن يرسل عشرات الطائرات لقصف المدن والمنشآت اليمنيّة، حيث تحتاج طائراته للتزوّد بالوقود في الجو للقيام بالمهمة، وليست كل طائراته صالحة للتزود بالوقود في الجو. والقيام بتزويد الطائرات بالوقود في الجو يحتاج إلى طائرات متخصصة لهذه المهمة عنده منها عدد محدود، ما يجعله ملزماً بالقيام بعمليات قصف محدودة مثل التي نراها.
– التوسّع نحو نموذج لبنان وغزة وسورية بالقصف اليومي التدميري الواسع يستدعي شراكة أميركية وخليجية، وطلب نتنياهو لهذه الشراكة لم يجد القبول أميركياً وخليجياً، لأن ذلك يعني جعل المدن والمنشآت الخليجية والقواعد الأميركية ومعها المصالح النفطية وكل منشآت النفط وطرق نقله في الخليج من مضيق هرمز الى مضيق باب المندب والبحر الأحمر أهدافاً للصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية.
– في اليمن تعبئة شعبية تشبه غزة، وليس في اليمن تعدد سياسي وازن معادٍ للمقاومة كحال لبنان، أو شاعر معتكف ومتعب ويريد الانتهاء سريعاً من الحرب كحال سورية قبل الأحداث الأخيرة، وما تسبّب به ذلك من سرعة سقوطها، وملايين اليمنيين تملأ الميادين بحناجر لا تهدأ بالهتاف من القلب لفلسطين، وقوات مسلحة معبأة وجاهزة للقتال، وتضع كل يوم مفاجآتها في ساحات القتال، كما قالت الصواريخ الفرط صوتية التي تجاوزت كل الدفاعات الإسرائيلية ووصلت تل أبيب.
– لم يضع اليمن ثقله في استهداف المنشآت الحيوية للكيان وهو قادر على فعل ذلك وسوف يفعل، ومنشآت النفط والغاز والكهرباء صارت أهدافاً مشروعة بعد قصف محطات الكهرباء وخزانات الوقود اليمنية، وسوف يكتشف الإسرائيلي أن عنجهية نتنياهو ورطة يجب التخلص منها، وأن الطريق الأقصر لوقف الخطر هو الذهاب الى اتفاق في غزة يوقف جبهة الاسناد اليمنية، وكل تأخير في فعل ذلك يعني كلفة إضافية بلا جدوى.