مقالات وآراء

«إسرائيل» تدرك مناعة الجنوب والجنوبيين

 

 عمر عبد القادر غندور*

 

لا شك أنّ «الشرق الأوسط» يعيش حالة غير مطمئنة وشاذة كحرب الإبادة التي تشنّها دولة الاحتلال الصهيوني على غزة، والغزو الجوي «الإسرائيلي» الذي دمّر 50% من الجنوب اللبناني، وألحق الكثير من الأضرار في كافة المناطق اللبنانية، وما جرى ويجري في سورية وما بين الأكراد وتركيا، بينما الدول الفاعلة والكبرى لا ترى بل تشارك في تمويل النزاعات، وأكثرها إيلاماً المذابح اليومية في رقاب النساء والأطفال والشيوخ حتى بات قتل 100 أو 90 بني آدم يومياً أمراً عادياً أو مسألة فيها نظر، وليس أكثر من ذلك، ما أدى الى المزيد… ولا وجود للأمم المتحدة ولا محكمة الجنايات الدولية ولا للمنظمات الإنسانية في العالم!
وما نراه في المنطقة العربية من عدم استقرار واللامساواة في المداخيل بين الدول العربية المجاورة، وبين أخرى مما تعاني من عدم التوازن بينها وبين الدول العربية الأخرى في العالم العربي ما جعل الهوة أكثر عمقاً وتناقضاً وخاصة في فرص العمل والارتزاق، وننظر الى وطننا لبنان وما فيه من عبث واعتداء وتدمير وقتل مارسه العدو «الإسرائيلي» وما زال…!
وبالأمس أقرّ جيش العدو «الإسرائيلي» انّ «المدنيين» الذين عبَروا الخط الأزرق لعدة أمتار بالقرب من بلدة مارون الراس اللبنانية فرّقهم الجيش «الإسرائيلي»، وكانت المجموعة بقيادة حركة «أوري تسافون» وهي منظمة صهيونية عقدت مؤتمراً افتراضياً تدعو إلى «الاستيطان اليهودي في جنوب لبنان في المناطق التي تنتمي إلى الشعب اليهودي»!
ووصف جيش العدو دخول «المدنيين الإسرائيليين» بأنه حادث خطير يجري التحقيق فيه وفي أيّ محاولة للاقتراب من الحدود اللبنانية أو عبورها دون تنسيق مع الجيش.
ولم يتمّ إنشاء أية مستوطنات في جنوب لبنان خلال فترة احتلال «إسرائيل» للمنطقة الحدودية بين عامي 1978 و 2000، ويأتي هذا التحريف والقول إنّ في الجنوب اللبناني أماكن عاش فيها اليهود في وقت مضى، ومثل هذه الدعوات إلى الاستيطان في غزة والتي تحظى بدعم واسع من مسؤولين في دولة الكيان وأبرزهم وزير المالية المتطرف جداً بتسلئيل سموتريتش وزير المالية ووزير الأمن القومي الحاقد إيتمار بن غفير…
ربما تدرك «إسرائيل» أنّ احتلالها لأيّ مساحة من الأرض في الجنوب هو أمر مستحيل لأنها خبرت من خلال معاركها في الجنوب انّ الجنوبيين مترسّخون في أرضهم، وقد خبرت ذلك قبل وقف إطلاق النار الأخير.
وقد اشتهر الجنوب اللبناني باسم «جبل عامل» وسُمّي بعامل نسبة الى أصله الذي يعود نسَبُه الى قبيلة عاملة اليمنية، وهم أقدم سكان لبنان، وقد توجهوا إلى الجنوب بعدما تهدّم سدّ مأرب في اليمن.
ووفق ما جاء في «غوغل» فإنّ الإمام جعفر وصف جبل عامل لمدة بأعمال الشقيف أرنون. ويقول الشيخ الحر العاملي محمد بن الحسن عام 1104 للهجرة ما وجدته بخط بعض علمائنا ووجد بخط الشهيد الأول فعلاً من خط بابويه عن الإمام جعفر الصادق أنه سئل كيف يكون حال الناس فأجاب: بلدة بأعمال الشقيف وربوع تُعرف بسواحل البحار وأوطئة الجبل هؤلاء شيعتنا المسلمة حقاً الحافظون لسرنا والقاسية قلوبهم على أعداء الاسلام، وهم كسكان السفينة في حال غيبتنا تمحل البلاد دونهم ويساوون بين اخوانهم المسلمين أولئك هم المرحومون المغفور لِميّتهم ولِحَيّهم وانّ منهم رجالاً ينتظرون والله يحب المنتظرين…
أردنا ببيان هذه الحقائق للصهاينة المتطرفين والطامعين في تراب الجنوب او بعضه، ان يعرفوا وربما عرفوا من جولات سابقة او لاحقة انّ في جنوب لبنان رجالاً يسعون إلى الشهادة ويترقبون عدوهم ويتسابقون إليه دفاعاً عن أرضهم وملاعب أطفالهم وموطن أجدادهم، «قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ (52) التوبة»
حفظ الله الجنوب وجميع أبنائه من النهر الى النهر على مساحة لبنان الواحد.

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى