خفايا وكواليس
خفايا
لخّص دبلوماسي عربي مواقف الدول العربية تجاه الوضع الجديد في سورية بالاندفاع بعكس حجم مسافة البعد، حيث دول الجوار تسارع للتنسيق الأمني خصوصاً والدول الأبعد تقوم بتطبيع علاقاتها مع الحكم الجديد وفق التسلسل الذي قامت به مع النظام السابق بعد القطيعة مع معادلة عكسيّة بين قطر والإمارات، لكن يرهن النظام العربي مستقبل انفتاحه المالي خصوصاً بأمرين الأول حجم النفوذ التركي والمطالبة بتقليص حضوره تماماً، كما كانت المطالبة بتقليص النفوذ الإيراني، والثاني هو حجم الهامش الأميركي المتاح في ظل نظام العقوبات. وهذا يبدو بطيئاً، لكنه ليس بقسوة وشدّة الموقف من النظام السابق لذلك تحاول تركيا أن تقيم حزام أمان اقتصاديّ بديل قوامه إضافة إلى تركيا لوجستياً وقطر مالياً، ليبيا في النفط وأوكرانيا في الحبوب.
كواليس
تقول قيادات حركات إسلاميّة فاعلة في دول عربية إنها جمّدت مشاريع زيارات وفود قيادية وشعبية منها إلى دمشق خشية إحراج الحكم الجديد في العلاقات التي ينوي ترميمها مع النظام العربي عبر طمأنته إلى أن النظام الجديد ليس لديه مشروع خارج الحدود. والأهم تفادياً لتعرّض الوفود القيادية للإحراج بعدم استقبالها من قيادات النظام الجديد في دمشق للسبب ذاته، بعدما تسبّب ظهور إحدى الشخصيات المصرية المطلوبة للقاهرة في صورة شبه رسمية مع قيادات النظام الجديد إلى موقف مصريّ حاد واحتاج إلى توضيح وتعهّد بعدم القيام بما يوحي بأن المعارضات الإسلامية في البلاد العربية سوف تجد ملاذاً آمناً في دمشق. وتقول القيادات المعنية إن سبباً إضافياً لهذا الفتور الإسلامي يتصل بموقف حركة حماس التي كان بعض قادتها قد رحّب بحماسة بالوضع الجديد واعتبره بشارة نحو النصر في فلسطين ثم اضطرت الحركة إلى فرملة اندفاعها أمام المواقف التي تصدر من النظام الجديد تجاه التوغل الإسرائيلي وتجنّبها الكلام عن فلسطين وغزة وصولاً إلى عدم ذكر الجولان السوري المحتل في خطابها السياسيّ.