صاروخان يمنيان الى تل أبيب ومطار بن غوريون… والملايين إلى الملاجئ / ترقب دولي وإقليمي وسوري لتركيبة مؤتمر الحوار الوطني وآلياته ومخرجاته / حزب الله: الانتهاكات في عهدة أطراف الاتفاق حتى اليوم 60 واليوم 61 يوم آخر
كتب المحرر السياسي
رغم الضربات التي تلقاها، ورغم المراقبة المشتركة الأميركية الإسرائيلية للأجواء اليمنية وأجواء البحر الأحمر، أطلق اليمن صاروخين بالستيين نحو عمق الكيان مستهدفاً العاصمة تل أبيب ومطار بن غوريون، وظهرت في الصورة المنقولة على وسائل التواصل الاجتماعي من هواتف المستوطنين أجسام الصواريخ الضخمة وقد وصلت الى الأرض، ما يطرح استفهامات كبرى على صدقية الكلام الإسرائيلي عن النجاح باعتراض الصواريخ، وكما في كل مرة أقفل مطار بن غوريون وهرع ملايين المستوطنين إلى الملاجئ.
في سورية إعلان عن انطلاق الخطوات العملية نحو عقد مؤتمر وطني جامع للحوار، قالت وسائل الإعلام القريبة من هيئة الحكم في دمشق إنه سوف يضمّ أكثر من ألف شخصية من كل المحافظات والأطياف، وإنه سوف ينبثق عنه مجلس استشاري يحل مكان مجلس النواب، وحكومة انتقالية تخلف الحكومة المؤقتة الحالية، ولجنة خبراء تتولى صياغة الدستور الجديد، بالإضافة لصياغة قواعد دستورية مؤقتة للمرحلة الانتقالية ورسم إطار لمفهوم الحريات السياسية والشخصية، ويحظى المؤتمر باعتباره أول خطوة سياسيّة بعد التغيير الذي شهدته سورية، باهتمام دولي وإقليمي وسوريّ داخلي، لمعرفة طبيعة التوازنات التي سوف يُسمح بوجودها في المؤتمر ليمثل المناخات المختلفة التي تعبر عن اتجاهات الرأي العام في سورية، كذلك لمعرفة مدى وجود آليات تصويت وتعديل في التوجّهات المرسومة مسبقاً للتوصيات والمخرجات، ومراقبة طبيعة هذه المخرجات، سواء الحكومة أو المجلس الاستشاري أو لجنة الدستور، والصفة الجديدة لرئيس الهيئة وصلاحياته المستقبلية بعد صفة قائد الإدارة الجديدة وصلاحياته المطلقة، وكيفية رسم هوية الجيش وبنائه الجديد.
لبنانياً، تحدّث العديد من مسؤولي حزب الله عن الانتهاكات الإسرائيلية، وكان أبرز الكلام ما صدر عن نائب رئيس المجلس التنفيذي الشيخ علي دعموش ونائب رئيس المجلس السياسي الوزير محمود قماطي، وعدد من نواب الحزب، وكان واضحاً أن الكلمات أجمعت على معادلة أن المقاومة تضع الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة والمتمادية لاتفاق وقف إطلاق النار بتصرف الشركاء في الاتفاق من حكومة وقيادة الجيش وقيادة اليونيفيل، وخصوصاً لجنة المراقبة والإشراف تحت سقف أن رد الاعتبار إلى التزامات الاتفاق هو من صلب مسؤوليتهم حتى نهاية مهلة الستين يوماً المحددة في الاتفاق لإنجاز الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية، وإن لم يتحقق ذلك فإن اليوم الواحد والستين هو يوم آخر، والمقاومة تعرف مسؤولياتها ولن تتأخر عنها.
فيما تترقب الأوساط السياسية تكثيف المشاورات السياسية الداخلية والحراك الدبلوماسي الخارجي على خط رئاسة الجمهورية، بقي الاهتمام الرسميّ منصباً على الخروق والاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان، وسط جهود حثيثة يبذلها رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة وقائد الجيش وفق معلومات «البناء» مع عواصم القرار لا سيما الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا لوقف الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، تمهيداً لضمان انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي الكامل من جنوب لبنان ووقف الاعتداءات فور نهاية مهلة هدنة الستين يوماً، حرصاً على استمرار صمود الاتفاق ومنع انهياره، لأن لا ضمانات باستمرار لبنان وجيشه ومقاومته بالصمت وعدم الردّ على الاعتداءات الإسرائيلية المتمادية. وتوقعت مصادر معنية عبر «البناء» أن تنسحب القوات الإسرائيلية من الجنوب بعد نهاية مهلة الهدنة بموجب قرار دولي يفرض على كافة الأطراف الالتزام به لا سيما وأن لبنان التزم به وكذلك المقاومة، فيما يستكمل الجيش انتشاره في جنوب الليطاني وقوات اليونفيل وفق بنود الاتفاق.
وفي سياق ذلك، استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة وزير الجيوش الفرنسي Sebastien Lecornu ووزير الخارجية الفرنسي Jean Noel Barrot مع وفد مرافق، وجرى البحث في الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وسبل تعزيز علاقات التعاون بين جيشَي البلديَن، ومواصلة دعم الجيش في ظل الظروف الراهنة.
غير أن مصدراً معنياً في فريق المقاومة أوضح لـ”البناء” أن حزب الله ملتزم كافة بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي يستند إلى مرجعية القرار 1701 وبالتالي لن ينزلق للاستفزازات الإسرائيلية واستدراجه للردّ ليشكّل ذريعة للعدو لاستكمال عدوانه الشامل على لبنان، لكن بعد نهاية مدة الهدنة فللمقاومة كلمتها ولن تتخلى عن مسؤوليتها وتصبح كلفة الحرب أقل من كلفة استمرار العدو بتحقيق بنك أهدافه من دون مقاومة مستغلاً وقف إطلاق النار من جانب واحد.
ورأى عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله “أن وبمعزل عن الانقسامات السياسية والخلافات في الداخل يفترض أن تكون مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية على بلدنا في إطار موقف وطني مسؤول، يتحمّل فيه الجميع مسؤوليّاتهم سواء الدولة أو الجهات الرسمية أو القوى السياسية لأن هذه القضيّة يجب أن تعني جميع اللبنانيين، ولأن الجنوب هو جزء من بلدنا، والكل يفترض أن يكون معنياً بالدفاع عن السيادة وحمايتها، وهذا يحتاج إلى موقف وطني”، معتبراً أن “ثبات المقاومة والجهد السياسيّ الذي قاده الرئيس نبيه بري بالتنسيق الكامل مع قيادة حزب الله، هو الذي أوصل إلى وقف إطلاق النار، الذي يلزم العدو بالانسحاب خلال مهلة 60 يوماً، دون أن يتضمن بنوداً تسمح للعدو بالقيام بما يريد من خروق واعتداءات يقوم بها، منذ إعلانه، على الأراضي اللبنانية وعلى الجنوب والقرى الحدودية”.
بدوره، أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش، في لقاء الإعلان عن مراحل تنفيذ حملة “وعد والتزام” لرفع آثار العدوان الإسرائيلي، أن “مشروع “وعد والتزام” بدأ وبفضل التعاون وبالجهود سنتمكن من إنجازه”، مطمئناً “أهلنا أن التمويل اللازم لإعادة الإعمار والتعويض يتم تأمينه بشكل كامل”.
وقال دعموش إن التمويل اللازم لإعادة الإعمار والتعويض “يتم تأمينه بفضل الشعب الإيراني العزيز الذي أجمع بكل أطيافه على دعم الشعب اللبناني ولم يتخلّ عن مد يد العون… والشكر للإمام علي الخامنئي على اهتمامه بلبنان”، مضيفًا “الشكر موصول للعراق حكومة وشعباً وحشداً وعلى رأسه المرجعيّة الشريفة في النجف الأشرف والعتبات العراقية والإيرانية”.
وشدّد على أن “وعد شهيدنا السيد حسن نصرالله وخطط السيد هاشم صفي الدين والتزام أميننا العام كلها سيتمّ إنجازها لتعود منازلكم أجمل مما كانت”، وقال: “مهما قدّمنا لشعبنا فلن نفيَه حقه”. وتابع: “لكل الذين راهنوا على ضعف حزب الله وعجزه عن تعويض أهله فهو خاسر وخائب. وها هو حزب الله ينهض من بين الركام للملمة جراح شعبه وأهله”.
وقال: “لقد بقيت المقاومة في الميدان وفرضت على العدو أن يتراجع عن أهدافه الكبرى ولا يحقِّق أهدافه المرحلية بإعادة المستوطنين تحت النار، وعاد شعبنا رغم عظيم تضحياته مرفوع الرأس وهو على ثقة كاملة بمقاومته وبأنَّ هذه العودة ما كانت لتتمّ لولا صمود المقاومة ودماء شهدائها، لتنتصر من جديد إرادة البقاء في الأرض على إرادة التهجير وإرادة الحياة الحرَّة الكريمة على آلة القتل الإسرائيلية”.
وأكد دعموش أننا “باقون في أرضنا وثابتون عليها ومتجذّرون فيها تجذر الأرز في لبنان، وسنعيد إعمارها حتماً، ولا يمكن للعدو ولا لأحدٍ في هذا العالم أن يقتلعنا من أرضنا أو أن يلغي وجودنا فيها أو أن يضعفنا في بلدنا، ومن يراهن على ذلك، إنما يراهن على أوهام وتخيلات وأمانٍ لم تتحقق في الماضي ولن تتحقق في الحاضر ولا في المستقبل مهما كان حجم الكيد والتآمر والعدوان”.
من جهته، أشار نائب رئيس المجلس السياسي في “حزب الله” محمود قماطي، في حديث لـ”المنار”، الى “من يأتي لمساعدة لبنان بشروط تمس المقاومة فلا نريد مساعدته ونرحّب بمن يساعد للوقوف الى جانب الشعب اللبناني”، مضيفاً “فلتفهم أميركا ومعها فرنسا أن خطوطنا الحمراء لن نسمح بخرقها وجاهزون لكل الاحتمالات”.
وتابع “إذا كنا اليوم صابرين فهو لأجل أهلنا والتزامنا بالكلمة التي أعطيناها لإفساح المجال أمام الوسطاء، فنحن التزمنا بالصبر 60 يوماً وفي اليوم الـ 61 يوم آخر والموضوع سيتغير وتصبح القوات الموجودة قوات احتلال وسنتعامل معها على هذا الأساس”.
وشدّد على أن “المقاومة حاضرة وجاهزة وقوية ومستعدة، والأميركي هرول لوقف الحرب بعد إصابة العدو الإسرائيلي إصابةً قاتلة”، مؤكداً أن “مخزون المقاومة الصاروخي وكل قدراتها لا تزال موجودة وبقينا نطلق الصواريخ لآخر لحظة من الحرب”.
وأشار الى أننا “صبرنا على الخروق لأجل البيئة التي عادت الى قراها في الجنوب واليوم هم يطالبوننا بالردّ على هذه الخروق، وبالنسبة للاتفاق إما أن يكون هناك التزام من الجميع وإما لا يكون هناك التزام من الجميع أيضاً”.
وأردف قماطي “بيئتنا تطالبنا بالتحرّك ومستحيل أن نسمح باحتلال الأراضي وبناء المستوطنات عليها ودون ذلك الدماء”، معتبراً أن “الكلام عن نزع السلاح يأخذ البلاد إلى الفوضى وبرنامجنا السياسي هو التلاقي والحوار”.
وكانت المديرية العامة للدفاع المدني قد أعلنت في بيان، أنه “في اليوم الخامس عشر من مواصلة عمليات البحث والمسح الميدانيّ الشامل للعثور على المفقودين جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على بلدة الخيام، تمكّنت فرق البحث والإنقاذ المتخصّصة التابعة للمديرية العامة للدفاع المدني، بتوجيهات المدير العام للدفاع المدني بالتكليف العميد نبيل فرح، وبالتعاون والتنسيق مع الجيش اللبناني، من انتشال جثمان شهيد من تحت الأنقاض في الحي الشرقي للبلدة. تمّ نقل الجثمان إلى مستشفى مرجعيون الحكومي”.
وفي إطار حملة التهويل الإسرائيلي، زعم وزير حرب العدو الإسرائيلي يسرائيل كاتس “أن أي محاولة من جانب حزب الله للتعافي ستُقطع وأن الذراع الطويلة لـ”إسرائيل” ستعمل بكل الطرق لضمان أمن مواطنيها ونعمل على كل الجبهات الممكنة لتجفيف مصادر تمويل حزب الله الذي يحاول استعادة قدراته”.
على صعيد آخر، يرتقب أن يزور وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان السبت المقبل بيروت على أن يسبقه، كما يرجح، قبل يومين، مستشاره للشؤون اللبنانية يزيد بن محمد آل فرحان، ويليه مطلع الأسبوع المبعوث الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين، وربما أيضاً الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، في إطار تزخيم المشاورات الرئاسية للتوصل الى توافق لانتخاب رئيس للجمهورية، ورجحت مصادر “البناء” أن يصار الى حسم الملف الرئاسي في جلسة 9 كانون الثاني، خصوصاً أن الرئيس بري مصر على عقد الجلسة في موعدها وثانياً عقد جلسات متتالية ودورات عدة مع الحفاظ على نصاب الثلثين وبالتالي على جميع الكتل تحمل المسؤولية”.
وأشارت وسائل إعلامية الى أن “السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري زار عين التينة الأسبوع الماضي والتقى الرئيس بري بعيداً من الإعلام ووُضعت الزيارة في إطار المعايدة بمناسبة الأعياد”، ولفتت الى أن “عضو كتلة القوات النائب بيار بو عاصي غادر الى السعودية موفداً من جعجع في زيارة استطلاع وتبادل أفكار وهو لا يزال هناك”، لافتةً الى أن “زيارة بو عاصي إلى السعودية هي تسويق لاسم جعجع رئاسياً واستطلاع رأي السعودية في مسألة ترشّحه قبل جلسة 9 كانون الثاني”.
كما استقبل الرئيس بري في عين التينة النائب سجيع عطية حيث جرى عرض للأوضاع العامة والمستجدّات السياسية وشؤون تشريعيّة.
أمنياً، قام مركز أمن عام كسروان برئاسة المقدم رنا عصفور بناء على قرار المدير العام للأمن العام بالانابة اللواء الياس البيسري، وبمؤازرة قوة من الأمن القوميّ في المديرية العامة للأمن العام جبل لبنان، بترحيل سوريّين عبر معبر العريضة كانوا قد أوقفوا أمس، في كسروان وصدر القرار بترحيلهم.
وفي الموازاة، أرجأ النائب العام لدى محكمة التمييز بالتكليف القاضي جمال الحجار “جلسة الاستماع إلى الشاعر المصري عبد الرحمن يوسف القرضاوي إلى حين وصول طلب الاسترداد من الدولة المصرية، على أن يُستمع إلى القرضاوي من قبل المباحث المركزية”.