أولى

شهداؤنا يريدون لنا الحياة بكلّ شموخ واعتزاز…

 

 أحمد بهجة

 

ليس من حقنا ربما هذا العام أن نحتفل بعيد رأس السنة، لأنّ شهداءنا الأبرار ما زال ترابُهم طريّاً ولأنّ بعضهم لا يزال مزروعاً في ربوع أرضنا الجنوبية الطيبة ولم يُدفن بعد. لكن هؤلاء الشهداء وفي مقدّمتهم عظيمُنا الشهيد الأقدس سماحة السيد حسن نصرالله، لا يريدون منا الحزن، بل التهنئة والتبريك أولاً لأنّ الشهداء أحياء عند ربّهم يُرزقون، وثانياً لأنهم يحبّون الحياة لأهلهم ولكلّ أبناء مجتمعهم، وهم إنما استُشهدوا من أجل أن نحيا شامخين معتزّين بوطننا الحرّ الأبيّ المستقلّ.
لذلك يمكن لنا أن نأمل بسنة جديدة يكون فيها بلدُنا في حال أفضل، خاصة إذا استطعنا انتخاب رئيس جديد للجمهورية على مستوى المرحلة المقبلة، ومع الرئيس الجديد تشكيل حكومة قادرة على النهوض بالوضع الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي، بعدما أوْصلتنا السياسات السابقة بما فيها من أخطاء وفساد ومُفسدين طوال أكثر من ثلاثة عقود إلى ما نحن فيه اليوم من بؤس وفقر وانهيارات…
كذلك نأمَل أن تتمكّن دولتنا من فرض التطبيق التامّ لاتفاق وقف إطلاق النار وإجبار العدو الإسرائيلي على الالتزام بهذا الاتفاق ووقف خروقاته المتكرّرة يومياً، لأنّ استمرار هذه الخروقات بعد انقضاء مهلة الستين يوماً (27 كانون الثاني 2025) يعني أنّ الخطر لا يزال ماثلاً أمامنا، وبالتالي لا بدّ من التصرّف لحماية أرضنا وشعبنا، خاصة أنّ جيشنا وشعبنا ومقاومتنا على أهبة الاستعداد لكلّ الاحتمالات، وهذا ما أكده أكثر من مسؤول في حزب الله خلال الايام الماضية لا سيما نائب رئيس المجلس السياسي الوزير السابق الحاج محمود قماطي الذي شدّد في حديث لقناة «المنار» على أنّ اليوم الـ 61 هو يوم آخر.
من هنا نتمنّى للأهل والأصدقاء والأحبّاء ولكلّ أبناء وطننا أعياداً مباركة وسنة جديدة خالية من كلّ أنواع الحزن والغمّ، سائلين الله عزّ وجلّ أن يمنّ علينا بأيام زاهرة مليئة بالحبّ والطمأنينة والبحبوحة والسلام…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى