قبلان: لملاقاة برّي حتّى لا نضيّع لبنان
دعا المفتي الجعفريّ الممتاز الشيخ أحمد قبلان إلى تجنيب لبنان «خضّة داخليّة غير مرغوب بها»، مشيراً إلى أنَّ «اللعبَ لصالح أيّ جهة هو محرقة للبنان، والمطار سيادة وطنيّة وليس ملحقاً بالسفارة الأميركيّة، والدولة مطالبة بإعادة الإعمار والمساعدة فيه وليس بمنعه ووضع العراقيل في طريقه، والتهرّب من هذه المسؤوليّة خيانة، ولعبة «ملك أكثر من الملك» تضعُ لبنان في المجهول».
أضاف «بكلّ صراحة، هناك من يضغط لمنع الإعمار ويريد خنق الطائفة الشيعيّة، وتركها فوق الركام، وهذا لن يحصل حتّى لو اجتمعَ العالمُ كلّه ولن نقبلَ أن نكون ضحيّة وطنيّة أو فريسة لأحد، وحذارِ من اللعب بالنار والعراضات السخيفة مكشوفة، ومزيدٌ من الضغط سيضعُ لبنان في قلبِ الانفجار».
ووطنيّاً، أكّدَ قبلان أن «لا شيءَ أهمّ من انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة ضامن للسيادة والشراكة، والمطلوب هو تسوية رئاسيّة لا مواجهة، وحماية البلد ميثاقيّاً ضرورة سياديّة ووطنيّة، والخطر هنا لأنَّ اللعبة الدوليّة كبيرة، ومنسوب خطر الغدر الخارجيّ عال».
أضاف «وعلى الرغمِ من إصرارنا على تسوية تليقُ بالعائلة اللبنانيّة إلاّ أنَّ البعضَ ما زالَ مصرّاً على لعبة الانقسام، وهنا أتوجه لهذا البعض لأقول: الاستقواء لعبة فارغة ولبنان لأهله والتحشيد الخارجي خطير، إلاَّ أنَّه لا يستطيعُ اغتيالَ البلد».
وتابع «وكما نرى واشنطن تصرُّ على إضعاف لبنان لصالح إسرائيل، فهي تنظرُ بعينٍ واحدة، والضعفُ اللبنانيّ مطلوب أميركيّاً لتأمين هامش قوة إقليميّة لتل أبيب، وواقع البلد مأزوم، والحكومة غائبة، والشلل يطالُ كلّ مرافق الدولة، والبعضُ يصرُّ على الرهان الخارجيّ، ونحنُ لن نقبلَ بأيّ ابتزازٍ سياسيّ أو أمنيّ أو إعماريّ أو غير ذلك. والبلد بلدنا والشراكة الوطنيّة أكبر مقدّساتنا، والجنوب ميزان سيادة لبنان ولن نقبلَ بانتهاك السيادة الوطنيّة».
ولفت قبلان إلى «أنَّ المقاومةَ ما زالت قويّة وهي بالمرصاد إن شاء الله، بل لبنان قويّ بمقاومته ووحدته الوطنيّة. ومن دون مقاومة وجيش وشعب لا قيمة للبنان سياديّاً، والسيادة لا تتجزأ والقرار الرئاسيّ قيمة سياديّة ولا حاجة بنا للخارج، فلوائح الخارج مسمومة، والرئيس نبيه برّي يخوضُ أكبر لحظة تاريخيّة لحمايةِ القرار الوطنيّ، والمطلوب ملاقاته حتّى لا نضيّع لبنان».