العقل والاختبار النقدي واللسان الدافئ…
كم نحن بحاجة اليوم إلى دروس على يد الكبار ممن تركوا بصماتهم على الحركات الثقافية في العالم كله، فهذا برتراند راسل يضع الخطوط الرئيسة للعمل الجامعي إذ يقول:
«… فليس من مَهمّة الجامعة أن تحشوَ أدمغة الطلّاب بأكبر عدد من الحقائق يمكن أن تتسع له، بل إنّ مَهمتها الحقيقية هي أن تكون لديهم عادات الاختبار النقدي، والفهم الصحيح للقواعد والمعايير التي تحكم كلّ موضوعات الدراسة».
إنّ جيلاً واحداً، إنْ أحسنّا تربيته الثقافية في هذا الاتجاه، يمكنه حتّى أن يكون الأفضل في مخاطبة الآخر، وفي اختياره اللفظة المناسبة للوصول إلى غايته، ولا سيما في الحقل الإعلاميّ! وهذا الموضوع بالذات يعيد إلى ذاكرتي الطرفة التالية:
عاد رجل إلى بيته فوجد زوجته عابسة، فتقدّم منها، وقال لها:
أنت يا زوجتي الحبيبة ثاني أجمل امرأة في العالم.
سألته:
ومن هي أول أجمل امرأة في العالم؟
فقال لها:
أنتِ عندما تبتسمين!
فابتسمت، وعاد الحبّ ليكون سيّد البيت وعلامته الفارقة.