مفاوضات مكثفة في الدوحة واقتراح ماكغورك لما بعد الحرب وحماس تقدّم لائحة / سفير مصر: لا مرشح رئاسياً يحظى بـ86 صوتًا حتى الآن ولا فيتو على أي اسم / قاسم: المقاومة جاهزة للمواجهة وهي تحدّد التوقيت… وصفا: فيتو على جعجع فقط
كتب المحرّر السياسيّ
تتقاطع المعلومات الواردة حول المفاوضات الجارية حول مسودات اتفاق مفترض في غزة لإنهاء الحرب وضمان تبادل الأسرى، عند التأكيد على تحقيق تقدم مضطرد في مسار التفاوض غير المباشر بين وفد الاحتلال الذي وصل رئيس الموساد ديفيد برنياع لترؤسه، ووفد من حركة حماس الذي يترأسه نائب رئيس الحركة ومسؤول ملف التفاوض خليل الحية. وبالمقابل رفع الوسطاء القطري والمصري والأميركي مستوى التمثيل، بحيث يقود الجانب الأميركي مستشار الرئيس جو بايدن بريت ماكغورك، وتتحدّث التقارير عن تبادل لوائح بأسماء مقترحين للأسرى الممكن تبادلهم بموجب الاتفاق، وعن مناقشة مسودة قدّمها ماكغورك لإدارة قطاع غزة في اليوم التالي لنهاية الحرب، تتضمن لجنة تكنوقراط فلسطينية تقبل بها حماس وتتبع للسلطة في رام الله ومشاركة عربية أوروبية في الإدارة ونشر وحدات مراقبة أمنية من دول أوروبية يتفق عليها في النقاط التي يفترض أن يتركها جيش الاحتلال، سواء في محور فيلادلفيا أو معبر نتساريم ومعبر رفح.
لبنانياً، يزداد الترقب لمسار التشاور في كيفية مقاربة الاستحقاق الرئاسي يوم الخميس المقبل في الجلسة التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأعلن أنها سوف تشهد جولات انتخاب متتابعة لحين انتخاب رئيس، في ظل زخم دبلوماسي مثّله وفدان سعودي وقطري، لا يبدو أنهما نجحا في التوصل إلى مرشح توافقي، بينما تصطدم جهود تسويق قائد الجيش العماد جوزف عون بعقدة تأمين الـ 86 نائباً لانتخابه، باعتبار أن الانتخاب يحتاج تعديلاً للدستور، وكان لافتاً كلام السفير المصري يوم أمس، حيث قال “بين كل المرشحين الآن بحسب ما نعلمه لا توجد أغلبية 86 صوتًا لأيّ من الأسماء المطروحة”، مشددًا على أنّ “الأمور قد تتغيّر”، وقال: “لا فيتو من الخماسية على اسم”.
في ملف الاحتلال في جنوب لبنان وما أشيع عن نيات إسرائيلية لتمديد البقاء في الجنوب عند انتهاء مهلة الستين يوماً، قال مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا، إن لا أحد تبلغ رسمياً بذلك، مضيفاً أن المقاومة قوية وقادرة مستعيداً ما سبق وقاله الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عن أن المقاومة تقرّر توقيت مواجهة الاحتلال قبل أو بعد نهاية مهلة الستين يوماً، محيلاً مهمة الالتزام بالمهلة على ملاحقة الدولة اللبنانية للجنة المراقبة التي تشكلت في الاتفاق برئاسة أميركية. وأضاف صفا أن المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين سوف يلاقي خلال زيارته المرتقبة مطالبة لبنانية بتوضيح الالتزامات تجاه الاتفاق وضمان تنفيذه، وقال صفا الذي تحدّث من مكان استشهاد الأمين العام السابق السيد حسن نصرالله، إن الملف الرئاسي يحظى بجدية من قبل حزب الله وإن الرئيس نبيه بري يدير بالتعاون مع الحزب والحلفاء هذا الملف، مضيفاً أن لا فيتو لحزب الله على انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون، مضيفاً أن الفيتو الوحيد للحزب هو على رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، لأنه “مشروع حرب وفتنة”.
وشدد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على أنَّه لا يوجد جدول زمني يحدّد أداء المقاومة لا بالاتفاق ولا بعد انتهاء مُهلة الستين يومًا، وأضاف: «صبرُنا مرتبط بقرارنا حول التوقيت المناسب الذي نواجه فيه العدوان «الإسرائيلي» والخروقات وقد ينفد قبل الستين يومًا وقد يستمرّ، وهذا أمر تقرّره قيادة المقاومة». وأوضح «قيادة المقاومة هي التي تُقرّر متى تصبر ومتى تُبادر ومتى تردّ»، مؤكدًا أنَّه عندما تقرّر قيادة المقاومة «ما سنفعل سترونه بشكل مباشر».
ولفت قاسم خلال كلمةٍ له بمناسبة ذكرى استشهاد القائد الحاج قاسم سليماني والقائد الحاج أبو مهدي المهندس الى أنَّ “”اسرائيل” في الماضي وصلت خلال أيام الى بيروت، أما في عدوان عام 2024 فلم تتمكن من أن تتقدّم أكثر من مئات الأمتار عند الحافة الأمامية”، لافتًا إلى أن “المجاهدين الأسطوريين صمدوا وواجهوا بقوة”، ومؤكدًا أنَّه “رغم التدمير الواسع والعدوان الإجرامي الذي قامت به “إسرائيل” مع ذلك عُقد اتفاق وقف إطلاق النار الذي طالب به العدو ونحن وافقنا، وعند وقف إطلاق النار كان لدى المقاومة حضور مقاوم وازن ومؤثر”.
وأشار الشيخ قاسم إلى أنَّه “كان المعبر لبقائنا أعزاء هو تقديم التضحيات الكبيرة”، مشددًا على أنَّ المقاومة ستستمر إن شاء الله وهناك نتائج محفورة بعد معركة أولي البأس، ولافتًا إلى أن “معركة “أولي البأس” هي ولادة جديدة للبنان العصيّ على الاحتلال”. وأضاف: “بعد معركة أولي البأس لا إمكانية لأن يتمكن العدو “الاسرائيلي” من الاجتياح كما يريد ولا إمكانية لمستوطنات”، مبينًا أنَّ “الذي حصل في معركة أولي البأس قطع الطريق أمام “إسرائيل” ليكون لها آمال في لبنان”.
وتابع قاسم: “اخترنا المقاومة كخيار إيماني وهي خيارنا لتحرير الأرض والسيادة ونصرة فلسطين والحق”، موضحًا أنَّ “قيادة المقاومة هي التي تقرّر متى وكيف تقاوم وأسلوب المقاومة والسلاح الذي تستخدمه”.
ورأى أنَّه “كان من الممكن أن يحصل في لبنان ما حصل في سورية”، معربًا عن اعتقاده أنَّه في المستقبل سيكون للشعب السوري دور في مواجهة “إسرائيل”. مضيفاً: “يقولون المقاومة ضعفت ولكنهم يغفلون أنه بعد شهادة السيد نصر الله أي بعد 10 أيام بدأت بالتعافي ورأى كل الناس أنها عادت إلى الميدان بقوة ومع الاتفاق خرجت قوية، ويقولون المقاومة تراجعت وأنا أقول لهم المقاومة إيمان وهذا الإيمان قوي وتصلّب وتجذّر”.
وفي الشأن الرئاسي، قال الشيخ قاسم: “نحن في حزب الله حريصون على انتخاب الرئيس على قاعدة أن تختاره الكتل بالتعاون والتفاهم بجلسات مفتوحة ولا فرصة للإلغائيّين”. وأضاف “نعمل على أساس تكريس الوحدة والتعاون الداخلي للنهوض ببلدنا”.
بدوره، أشار مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، في كلمة من موقع اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصر الله، الى أن “حزب الله لم ولن يهزم، وهو كما قال السيد حسن نصر الله خلق وعلى جبينه النصر وهو أقوى من الحديد وأقوى مما كان”، مشدداً على أن “ليس لدينا “فيتو” على قائد الجيش، و”الفيتو” الوحيد بالنسبة لنا هو على رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع لأنه مشروع فتنة وتدميري في البلد”.
ورداً على سؤال إن لم ينسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد مهلة الـ 60 يوماً، قال “الجيش اللبناني ولجنة المراقبة لم يتبلّغا هذا الأمر، ولكن بعد انقضاء الـ 60 يوماً فالأمر متروك لقرار حزب الله والمقاومة ماذا ستفعل، وكما قال الشيخ نعيم قاسم هذه مسؤولية الدولة التي وقعت الاتفاق وهي التي ستتابع إجراءات وقف إطلاق النار أو الخروقات”.
من جهته، أكّد المفتي الجعفري الممتاز الشّيخ أحمد قبلان، في رسالة للقوى السّياسيّة، أنّ “لبنان ليس دكّانًا ولا مزرعةً للبيع، والمصلحة السّياديّة للبنان فوق كلّ اعتبار، وحمايته من اللّعبة الخارجيّة أكبر مهمّة وطنيّة على الإطلاق. وحرق لبنان من خلال الانقسام والقطيعة الدّاخليّة، أمر يضعنا بقلب المجهول”.
وأشار قبلان إلى أنّ “المطلوب رئيس جمهوريّة للبنان وليس للغرف الدّوليّة، وقيمة رئيس الجمهوريّة بقدرته على الحكم، وهذا يتطلّب انتخاب رئيس من رحم النّظام والمصالح السّياديّة اللّبنانيّة. ومطابخ الخارج المسمومة تريد حرق لبنان، ومن غير التّعامل مع لبنان من باب الوصاية السّياسيّة أو الانتداب الدّولي، ولن نسمح بتضييع البلد، وتاريخ لبنان الطّويل شاهد على ذلك”.
وجزم “أنّنا لن نقبل ببقاء الجيش الإسرائيلي ساعةً واحدةً بعد مدّة الستّين يومًا، فكلّ شبر من لبنان سيادة وطنيّة، والمقاومة قدرة سياديّة مرّغت أنف “إسرائيل” في الخيام وباقي الحافّة الحدوديّة، وستمرّغ أنف “إسرائيل” مجدّدًا إذا أصرّت على العربدة والإرهاب بالحافة الحدوديّة”.
وأشارت جهات دبلوماسية غربية ومطلعة على الوضع الأمني والعسكري في الجنوب لـ”البناء” الى أن “قوات الجيش الإسرائيلي قد لا تنسحب في الموعد المحدد لنهاية الهدنة أي الستين يوماً من الأراضي اللبنانية، بل ستبقي جزءاً كبيراً من قواتها في مناطق محددة تعتبرها أساسية واستراتيجية ولبعض الوقت لحماية حدودها وأمنها من الشمال وللاستمرار بتدمير البنية العسكرية والصاروخية والأنفاق العائدة لحزب الله في جنوب الليطاني”. ولفتت الجهات الى أن قد تبقى القوات الإسرائيلية لأسابيع وربما أكثر في الأراضي اللبنانية، للتحقق من أمرين الأول انسحاب حزب الله وأسلحته بشكل كامل من جنوب الليطاني وانتشار الجيش اللبناني في كامل المنطقة الحدودية وفق بنود الاتفاق، والثاني انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة ما يضمن تعزيز قوة الدولة في الجنوب لإلزام حزب الله بتطبيق القرار 1701 والقرارات ذات الصلة ومنعه من ترميم نفسه وإعادة تشكيل خطر على “إسرائيل””. وشددت الجهات على أن لجنة الإشراف الدولية تبذل جهوداً كبيرة في الضغط على “إسرائيل” للانسحاب ووقف خروقاتها”، مضيفة أن بقاء القوات الإسرائيلية بعد نهاية مهلة الهدنة وانتشار الجيش اللبناني وانتخاب رئيس للجمهورية سيهدّد اتفاق وقف إطلاق النار ويعيد مشهد التوتر الى الحدود”.
وكان العدو الإسرائيلي واصل عدوانه على الجنوب وخرق اتفاق وقف إطلاق النار، حيث أفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” مساء أمس، عن سماع أصوات انفجارات في القطاع الشرقي، تبين أنها ناجمة عن قيام الجيش الإسرائيلي بعمليات نسف في بلدة الطيبة بقضاء مرجعيون.
ونفذ جيش الاحتلال في وقت سابق عدة عمليات تفجير في بلدة الطيبة في أوقات مختلفة. وأفادت قناة “المنار”، بأن “طريق القنطرة – الطيبة قطعته الجرافات الإسرائيلية أثناء توغلها في بلدة الطيبة.
وأشارت الى أن “القوات الإسرائيلية تواصل الاعتداءات بالتفجير في بلدة الطيبة منذ فجر أمس”.
وأفاد موقع “واللا” الإسرائيلي، بأنّ “الجيش الاسرائيلي سينسحب خلال الأيام المقبلة بشكل كامل من بلدة الناقورة ويسلم المسؤولية للجيش اللبناني تحت إشراف أميركي”، بحسب زعمه.
وقال الموقع إنّ “الجيش الإسرائيلي يوضح أنّه باستثناء هذه المنطقة، فإن “إسرائيل” لن تنسحب بالضرورة من الأراضي اللبنانية في نهاية مهلة الـ60 يوماً”.
وأعلنت قيادة الجيش أنّه “في سياق خروقات العدو الإسرائيلي المتمادية لاتفاق وقف إطلاق النار واعتداءاته على سيادة لبنان ومواطنيه، توغلت قوات معادية بتاريخ 5 /1 /2025 فجرًا في منطقة الطيبة – مرجعيون، وأقدمت على إغلاق ثلاث طرق بسواتر ترابية”. وأكّد، في بيان، أنّه “على أثر ذلك، توجهت دورية من الجيش إلى موقع التوغل لمتابعة الوضع بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار (Mechanism)، وأعادت فتح هذه الطرق”.
في غضون ذلك وعلى وقع الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب، بدأ العد العكسي لموعد الجلسة النيابية المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية، حيث من المتوقع أن يتبلور المشهد الرئاسي يوم غد الثلاثاء، على أن المشاورات المكثفة بين الكتل النيابية والحراك الدبلوماسي باتجاه بيروت، لم يفض الى نتائج واضحة في ظل غموض يعتري المباحثات التي أجراها الوفد السعودي مع القوى السياسية وفق معلومات “البناء”، والتي لفتت الى أن زيارة المسؤول السعودي عن الملف اللبناني يزيد بن فرحان الى عين التينة ولقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري لم تذلل العقبات الداخلية أمام انتخاب الرئيس، بل إن التباعد لا يزال سيد الموقف، بانتظار مشاورات اليومين المقبلين. غير أن مصادر مواكبة للحراك الرئاسي لفتت لـ”البناء” الى أنه حتى الآن لا اتفاق على ملامح تسوية أو تفاهم وقد تبقى القوى السياسية ليوم الجلسة للإفصاح عن مرشحيها وربما لا يحصل اتفاق”، وأضافت المصادر: إذا بقي الوضع على ما هو عليه فإن انتخاب الرئيس في جلسة الخميس مستبعد.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية – واس، بأن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، التقى أمس، في مقر وزارة الخارجية في الرياض، المبعوث الأميركي إلى لبنان أموس هوكشتاين. وجرى خلال اللقاء مناقشة القضايا الإقليمية الراهنة، بما فيها التطورات على الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.
وأوضح السفير المصري علاء موسى أن “كل المرشحين الآن بحسب ما نعلمه أن لا توجد أغلبية 86 صوتًا لأيّ من الأسماء المطروحة”، مشددًا على أنّ “الأمور قد تتغيّر”، وقال: “لا فيتو من الخماسية على اسم”.
ورأى عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النّائب علي فياض “الأيام المقبلة حاسمة باتجاه بلورة الموقف ومرشحنا لا يزال سليمان فرنجية عن اسم آخر عندما ينسحب فرنجية”، موضحاً أن “نحن وحركة “امل” لدينا موقف واحد وإدارة واحدة للملف الرئاسي ونتجه لمشاركة فاعلة بالجلسة ولا نية لدينا بتعطيل النصاب”.
ولفت الى أن “حتى الساعة لا قدرة لاي مرشح للحصول على 86 صوتاً ولم يتوفر بعد الخيار الذي يشكل تقاطعاً واسعاً على اسم وقد يكون متعذراً الانتخاب بـ86 صوتاً”، مضيفاً أننا “لا ننتظر كلمة سر خارجية لكن ننصت جيداً لما يقوله البعض ولا نوافق مطلقا على ربط ملف إعادة الإعمار بأي شروط سياسية ونحن لم نسمع هذا الامر”.
وأضاف ان “التشاور مع التيار الوطني الحر يومي وهناك تقاطعات بجوجلة الاسماء المطروحة رئاسياً والتواصل سيستمر بين التيار والثنائي”، مشيراً الى أن “ترشيح رئيس حزب “القوات” سمير جعجع افتراضي واعتقد أنه بالخلفية اقرب للمناورة السياسية الحقيقية ولا اعتقد ان المصلحة السياسية تنسجم مع طرح كهذا”.