أتمنى وأحلم وأتذكّر…
كم تمنّيت أن أستيقظ في صباح بهيجٍ، وأجدَ نفسي متّكئاً على شجرة ياسَمين تحمل الهُويّةَ الشاميّة، أو على شجرة برتقال نَمَتْ في بيّارات فلسطينَ، أو على ضفّة من ضفاف دجلةَ المتماهيةِ بأغاني الشعراء، وحكايا ألف ليلة وليلة، وسيرة عنتر، أو أستيقظَ وأنا في عرزال كان، وما زال، منبراً للمعرفة، والقوّة، والشهادة.
أتمنى وأحلم… أحاول الخروج من دوّامة الفزع، وفجوات الفراغ، وضجيج القنابل، والقتل المجاني، والجرب الطائفي، وكلّ المفردات اللعينة التي فهرسها الغرب، ثمّ نسبها، زوراً، إلى ربيع عربي لا ملامح له، ولا يُنبت سوى الشرّ.
أتذكر، وأنا في حالة من الحبور والنشوة، شهراً من شهور رمضان، شنّت به سورية ومصر حرباً على «إسرائيل»، وانتصرا.
أتذكر وأقارن بين ذاك الزمان التشريني الذي من بوّابته عبَر ألوف الشهداء إلى الحريّة والنصر، لأول مرّة، على الكيان اليهودي؛ وبين هذا اليوم المنهمك بلملمة فوضى تسلل اليهود، واحتلالهم لمساحات أخرى تضمّ إلى كيانهم.