مقالات وآراء

نحو لبنان جديد

 

د. عدنان نجيب الدين

 

من المفيد والضروري انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية وتشكيل حكومة جديدة فاعلة لانتظام العمل الحكومي والإداري، ولكن الأهمّ هو أن يذهب اللبنانيون لاختيار نظامهم السياسي الجديد على أساس علماني، حيث يُعاد النظر بقانون الأحزاب السياسية لكي تكون في بنيتها وبرامجها منطلقة من اعتبارات وطنية وليس على أسس طائفية أو مذهبية…
لقد حان الوقت للمواطن اللبناني أن يتقدّم عنده الشعور بانتمائه الوطني لكي لا يبقى محصوراً في ولاءات طائفية أو مذهبية او زعاماتية.
كذلك لكي يصبح ولاء المواطن يشمل كلّ حبة تراب من وطنه، فلا نعود نسمع بمقولات عنصرية مثل «مناطقنا ومناطقهم» أو «لا يشبهوننا»، فكلنا لبنانيون وولاؤنا أولا وآخراً لهذا الوطن. ولا بدّ من جعل المناصب الحكومية والإدارية متاحة لجميع المؤهّلين من أصحاب الكفاءات العالية بغضّ النظر عن انتماءاتهم الدينية أو الحزبية. كذلك لا بدّ من تغيير قانون الانتخابات لكي يصبح على أسس غير طائفية. وهكذا، يصبح النائب او المرشح للنيابة معنياً بكلّ أبناء شعبه وليس فقط بطائفته.
حان الوقت لنخرج من العصبيات الطائفية والمذهبية إلى الشعور الوطني الحقيقى، بحيث يصبح المواطن اللبناني معنياً بمساندة شريكه في المواطنة، ويصبح اللبناني معنياً بالدفاع عن كلّ شبر من بلده، ولا يصبح الدفاع عن منطقة بعينها مسؤولية سكان هذه المنطقة او طائفة بعينها، بل كلّ اللبنانيين معنيون بحفظ وطنهم والدفاع عنه عبر الجيش اللبناني أولاً بعد تسليحه بأسلحة رادعة للعدو الذي يطمع بأرضنا وثرواتنا، وليكن الشعب اللبناني كله خلف الجيش من خلال مقاومة وطنية شاملة وفاعلة، لأننا نعلم انّ أميركا لن تسمح بتسليح جيشنا بالأسلحة الرادعة لكي يبقى لبنان تحت هيمنتها ولكي يستطيع العدو تحقيق أطماعه ونوسعة كيانه.
وقد اثبت التاريخ الحديث انه لا بدّ من المقاومات الشعبية لإسناد الجيش الوطني للدفاع عن لبنان ومنع احتلاله من جديد…

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى