مقالات وآراء

نتنياهو يواصل المماحكة…

 عمر عبد القادر غندور*

 

يواصل رئيس وزراء الكيان نتنياهو مماحكات التفاوض لوقف إطلاق النار والرهائن لدى حماس والإفراج عن آلاف الأسرى من الفلسطينيين ويواصل التهرّب بحجج واهية لإبقاء الأمور على حالها ويستمرّ في قتل الفلسطينيين على نحو منتظم وبمعدل مئة شهيد يومياً، فيما العالم كله يتفرّج لا يحرك ساكناً.
ومن شأن ذلك ان يعرقل الوساطة التي تقودها مصر وقطر، وسط اشتعال الشارع «الإسرائيلي» بالغضب!
وبعد انتظار أنباء باقتراب إعلان هدنة إنسانية تسمح بتبادل الأسرى بين طرفي الصراع، طالبت دولة الاحتلال بالحصول على قائمة المختطفين، وإلا لن تتوقف حرب الإبادة إذا لم تستجب حماس للشروط الجديدة، وقال «الملك» نتنياهو المحكوم بهاجس «إسرائيل الكبرى»: «لا يمكننا الاتفاق على تبادل رهائن لا نعرفهم»!
ويقول بعض الديبلوماسيين الإسرائيليين انّ كيانهم بحاجة إلى اتخاذ موقف أكثر مرونة ومصداقية لتحقيق إنجاز حقيقي ووضع حدّ لمأساة ذوي الأسرى بعد اكثر من سنة على المماحكة والشروط التعجيزية.
واذ تنحّى نتنياهو في الأيام الماضية عن ترداد التضليل سارع وزير الدفاع يسرائيل كارتس الى إظهار المزيد من الغضب، وقال انّ السيطرة الأمنية في قطاع غزة ستظلّ تحت إشراف الجيش، الأمر الذي انتقدته صحيفة «يديعوت أحرونوت» بدعوى ان ّهذه التصريحات تضرّ بمسار المحادثات الملتبسة.
والمضحك انّ الادارة الأميركية الحالية وفي ساعاتها الأخيرة تواصل تفاؤلها بامكانية التوصل إلى إنهاء الحرب وتبادل الرسائل قبل تولي ترامب منصبه رسمياً!
ويبقى السؤال الأهم: هل سيؤدّي تعنّت نتنياهو الى تغييرات في مستقبل غزة؟
نعم في رأينا أنّ نتنياهو وغير نتنياهو لن يتركوا غزة ولن يتنازلوا عن أرض ميعادهم، طالما العرب في حالة وهن واسترخاء وغياب ولا اقول استسلام…
ولا يمكن ان نقرأ كلّ تلك الوقائع بمعزل عن حقيقة التفكير التلمودي والنشوة التي تعيشها «إسرائيل» في هذه الفترة، والاعتقاد السائد بين رجال الدين والنخب السياسية اليمينية بأنهم يعيشون في زمن المعجزات، وانّ المسيح الحقيقي المنتظر على الأبواب، وانّ الحرب ضدّ حركة المقاومة «حماس» هي حرب يأجوج ومأجوج التي حدثَتهم عنها الموروثات الدينية، ومن بينها لبنان …
ولنا عودة إلى هذا الموضوع في وقت لاحق…

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى